أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الأدلة والمعلومات تتوالى، في أعقاب التصعيد والأحداث الدامية التي شهدتها مدينة السويداء وريفها، وآخرها هجمات مكثفة شنّها مسلحون من “العشائر العربية”، فيما تأكد تورط مباشر لعناصر من الأمن العام في هذه الهجمات، حيث حصل المرصد على معلومات موثوقة، مدعومة بأشرطة مصورة، تُدين ثلاثة من عناصر الأمن العام ينحدرون جميعاً من مدينة تلكلخ في ريف حمص الغربي.
ووفقاً للمصادر، جرى التعرف على هوية 3 عناصر شاركوا في الهجمات أحدهم متنكراً بلباس عشائري، وظهر في صورة وهو يدوس على جثة مدني درزي عقب إعدامه ميدانياً.
وفي تسجيل مصوّر، يظهر عنصران آخران من الأمن العام، ينحدران أيضاً من مدينة تلكلخ، أحدهما يحمل سيفًا على ظهره، وهما يقومان بإهانة شاب من أبناء ريف السويداء من الطائفة الدرزية، عبر حلق شاربه في مشهد إذلال علني، قبل أن ينقطع أثره ويُجهل مصيره حتى اللحظة.
كما تُظهر عدة شهادات ومقاطع مصورة، أن عناصر من الأمن العام ووزارة الدفاع شاركوا في الهجمات بعد تبديل زيهم الرسمي بلباس عشائري، بهدف تضليل الرأي العام.
وفي سياق متصل، حصل المرصد على تسجيل صوتي لأحد قادة فصيل “أحرار الشام”، يتباهى فيه بقيادة هجمات اقتحام على قرى درزية في منطقة الكسين، مؤكداً أن وحدات الاقتحام تنشط تحت مسمى “العشائر”، ما يعزّز فرضية التمويه والتضليل المنهجي الذي تمارسه الأجهزة الأمنية والفصائل الموالية لها.
وحذر المرصد من استمرار محاولات زعزعة الاستقرار الطائفي عبر زرع الفتن بين أبناء العشائر والدروز، من خلال استخدام أسلوب التنكّر وخلق سيناريوهات كاذبة لتبرير التدخل الأمني والعسكري في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.