كشف مدير مستشفى المعمداني في مدينة غزة فضل نعيم، عن الظروف القاسية التي يعمل فيها الطاقم الطبي، مشيرًا إلى أن الأطباء “يتضورون جوعًا ويُحرمون من الطعام والنوم والراحة”، وسط استمرار العدوان الصهيوني على القطاع.
وقال “نعيم” في تصريحاتٍ صحفية إن الأطباء يواصلون أداء واجبهم الإنساني رغم الانهيار الجسدي والنفسي، مؤكدًا أن كثيرين منهم يعملون لساعات طويلة دون تناول الطعام أو أخذ قسط من الراحة، في محاولة مستميتة لإنقاذ أرواح الجرحى والمصابين.
ويعاني القطاع الصحي في غزة من انهيار غير مسبوق نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل منذ أشهر، حيث خرجت عشرات المستشفيات عن الخدمة بسبب القصف المباشر أو نفاد الوقود والأدوية.
وتعمل القلة المتبقية من المرافق الصحية، مثل مستشفى المعمداني، فوق طاقتها الاستيعابية، وسط نقص حاد في الكوادر الطبية والمستلزمات الأساسية، ما جعل الطواقم الطبية تواجه ظروفًا قاسية تهدد حياتها أثناء محاولتها إنقاذ الآخرين.
ويواجه سكان قطاع غزة موجة جوع فعلية منذ إغلاق الاحتلال معابر غزة، مطلع مارس/ آذار المنصرم، وفرض قيود مشددة على دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والوقود والدواء للقطاع؛ ضمن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 21 شهرًا.
ومع مرور الوقت، استنفد سكان غزة كل موارد الطعام وأصبحت المحلات فارغة، ومسألة العثور على رغيف خبز أشبه بالمستحيل، فيما تشهد أسعار المتوفر من البضائع أسعارًا خيالية بالسوق السوداء بشكلٍ لا يمكن الفلسطينيين المجوعين الحصول عليه.
ووثق صحفيون ونشطاء مشاهد مؤلمة، تظهر أطفالا ونساء وشيوخا يعانون من الجوع والهزال وبعضهم يسقطون أرضًا في الشوارع، وسط مشاهد الخراب، في وقت تتصاعد المطالب الشعبية والحقوقية بتدخل عاجل لفتح المعابر والسماح بإدخال الغذاء.
ومع تفاقم أزمة الغذاء، أعلنت وزارة الصحة، عن تسجيل 18 حالة وفاة خلال 24 ساعة فقط بسبب الجوع وسوء التغذية، فيما ارتفع إجمالي الوفيات حتى الآن إلى 86 ضحية، من بينهم 76 طفلًا، غالبيتهم من الفئات الأضعف والأكثر هشاشة.