ستارمر يلتقي ترامب في اسكتلندا لمناقشة الوضع في غزة والرسوم الجمركية
- 15:14
- يوليو 28, 2025

يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الإثنين الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مضمار الغولف الذي يملكه الأخير في اسكتلندا، لحثه على التحرك إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، وسعيا لتأمين تخفيضات في الرسوم الجمركية الأميركية.
وسيستقبل الرئيس الجمهوري البالغ من العمر 79 عاما كير ستارمر في منتجع تورنبري الفاخر الواقع في جنوب غرب اسكتلندا حيث يقيم خلال زيارته التي تتضمن شقين خاصا ورسميا.
وعشية ذلك، التقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ترامب في المكان نفسه حيث توصلا لاتفاق جمركي نص على فرض رسوم جمركية أميركية نسبتها 15 % على السلع الأوروبية المستوردة في الولايات المتحدة.
والاثنين يتوقع أن يكرس ترامب وسترامر جزءا كبيرا من محادثاتهما للوضع في غزة حيث يعيش السكان “معاناة لا توصف ومجاعة”، وفقا لرئاسة الحكومة البريطانية.
ويعتزم كير ستارمر الدفع نحو استئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ووفقا لداونينغ ستريت، سيناقش ستارمر مع الرئيس الأميركي “ما يمكن القيام به” لتحقيق وقف إطلاق النار وتسريع دخول المساعدات الإنسانية وتأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وتوقفت جولة جديدة من المفاوضات هذا الأسبوع في قطر بعد فشلها في تحقيق أي نتائج، مع انسحاب الوفدين الإسرائيلي والأميركي.
واتهم دونالد ترامب حماس بعدم الرغبة في التوصل إلى اتفاق، وهو ما نفته الحركة الفلسطينية.
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بشأن الوضع الإنساني في غزة، إذ دعت لندن وباريس وبرلين الجمعة الحكومة الإسرائيلية إلى “رفع القيود المفروضة على إيصال المساعدات فورا”.
وتتهم إسرائيل حركة حماس بعرقلة توزيع المواد الغذائية على الفلسطينيين.
من جانبها، أعلنت الحكومة البريطانية السبت استعدادها لإلقاء مساعدات من الجو وإجلاء “أطفال بحاجة إلى رعاية طبية” من غزة.
وأعلن ترامب الأحد أن “الولايات المتحدة ستزيد من مساعداتها الإنسانية لغزة”، داعيا “دولا أخرى للمشاركة” لأن الأمر “مشكلة دولية” ومتهما حماس “بسرقة الأغذية” المرسلة.
وأعلنت إسرائيل الأحد “تعليقا تكتيكيا” يوميا محدودا لعملياتها العسكرية لأغراض إنسانية في بضع مناطق من القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر.
ويواجه ستارمر ضغوطا محلية ودولية للاعتراف بدولة فلسطينية، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية فرنسا اتخاذ هذه الخطوة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل.
وطالب أكثر من 220 نائبا بريطانيا، بينهم العشرات من حزب العمال الحاكم الذي يتزعمه ستارمر، الجمعة بأن تحذو الحكومة حذو فرنسا وتعترف بدولة فلسطين.
والاثنين قال وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز عبر تلفزيون “آي تي في” إن الاعتراف بدولة فلسطين مدرج في برنامج حملة حزب العمال “والمسألة لا تتعلق بما إذا كنا سنعترف، بل بمتى سنقدم” على هذه الخطوة.
- الصلب والألمنيوم –
وعلى جبهة العلاقات التجارية، يسعى ستارمر إلى تحقيق بعض التقدم مع الرئيس الأميركي.
وقال ترامب لدى وصوله الجمعة إلى اسكتلندا، إن اللقاء مع كير ستارمر سيكون “احتفاليا”، عقب الاتفاق التجاري الذي أُبرم في أيار/مايو مع بريطانيا، والذي ينص على خفض الرسوم الجمركية على منتجات بريطانية.
وقال لصحافيين الأحد “إنه اتفاق جيد”، مشيدا برئيس الوزراء البريطاني ومضيفا أنه “يقوم بعمل جيد”.
وتحظى لندن بمعاملة تفضيلية مقارنة بشركاء دوليين آخرين، إذ تُفرض على سلعها بما في ذلك السيارات، رسوم جمركية مخفّضة غالبا ما لا تتجاوز الحد الأدنى البالغ 10%، إلا أنها ما تزال تسعى للتفاوض على إعفاءات مستدامة من الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب والألمنيوم. وتفرض عليهما في إطار الاتفاق المُعلن في مايو/أيار، رسوم جمركية أميركية بنسبة 25%، أي نصف المعدل المفروض على معظم دول العالم والبالغ 50%.
ورغم إشادته المتكررة بكير ستارمر، لم يستجب دونالد ترامب لهذا المطلب، إذ تبقى إحدى نقاط الخلاف أن نسبة كبيرة من الصلب البريطاني يُعاد تصنيعه باستخدام مواد خام مستوردة.
وقال ترامب لدى مغادرته واشنطن “إذا منحت هذا الامتياز لدولة واحدة فسيتوجب عليّ منحه للجميع”.
ويبدو أن جوناثان رينولد غير متفائل بقرب تسجيل تقدم وشيك إذ قال لهيئة بي بي سي “قد لا يكون لدينا ما نعلنه في ختام المفاوضات”.
وفي مقابل خفض الرسوم، تعهدت بريطانيا فتح أسواقها أكثر أمام منتجات أميركية كالإيثانول ولحم البقر، ما أثار قلقا في أوساط الصناعات الكيميائية والمزارعين البريطانيين.