وجه الادعاء العام في ألمانيا، اليوم الثلاثاء، تهمة محاولة القتل لشاب سوري يُعتقد أنه من أنصار تنظيم “داعش”، وذلك على خلفية طعنه سائحًا إسبانيًا في موقع النصب التذكاري للهولوكوست في العاصمة برلين.
وبحسب السلطات، فإن المشتبه به، وهو لاجئ يُدعى وسيم ال. م.، نفّذ الهجوم في شباط/فبراير الماضي، متسببًا بإصابة السائح، البالغ من العمر 39 عامًا والمنحدر من إقليم الباسك في شمال إسبانيا، بجروح خطرة في العنق.
ووقعت الحادثة قرب بوابة براندنبورغ والسفارة الأميركية، ضمن منطقة يُعد النصب التذكاري فيها من أبرز معالم برلين.
وقال ممثلو الادعاء الفدرالي إن المشتبه به “يتبنى فكر تنظيم داعش الإرهابي، ويحمل آراءً إسلامية متطرفة ومعادية للسامية”، مشيرين إلى أنه انتقل من لايبزيغ إلى برلين بهدف مهاجمة من اعتبرهم “كفّارًا يمثلون المجتمع الغربي الذي يرفضه”.
وكشفت التحقيقات أن المتهم، وكان يبلغ من العمر 19 عامًا حينها، أرسل صورة له إلى عناصر من “داعش” قبل تنفيذ الطعن، على أمل تبنّي التنظيم للهجوم.
وإلى جانب تهمة محاولة القتل، وُجّهت إلى الشاب أيضًا تهمتا التسبب بإصابة جسدية خطرة ومحاولة الانضمام إلى منظمة إرهابية أجنبية. وتشير التقارير إلى أنه دخل الأراضي الألمانية في عام 2023.
الحادثة أثارت صدمة واسعة في ألمانيا، لا سيما أنها جاءت ضمن سلسلة هجمات نُسبت إلى مهاجرين، وأثّرت بقوة على الرأي العام قبيل الانتخابات التشريعية.
وقد شهدت الانتخابات الأخيرة صعودًا ملحوظًا لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف والمعادي للهجرة، بينما فاز فيها تحالف “الاتحاد المسيحي” الذي شكل لاحقًا ائتلافًا حكوميًا بقيادة المستشار فريدريش ميرتس.
الحكومة الجديدة سارعت إلى تشديد سياسات الهجرة، ولوّحت بإمكانية استئناف عمليات الترحيل إلى سوريا، المعلقة منذ عام 2012.