شهادات مأساوية جديدة عن جرائم جيش الاحتلال في قطاع غزة، تتكشف يومًا بعد آخر، على لسان القتلة أنفسهم، بعد أن غرقوا في صدمات نفسية واضطرابات دفعتهم لرفض مواصلة القتال في غزة.
آخر الشهادات هي ما تحدث به جندي عن قتل أم وطفليها اللذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عامًا.
والجندي هو من بين ثلاثة جنود من لواء “الناحال” رفضوا العودة للقتال في غزة، على إثر تعرضهم لصدمات نفسية خطيرة، حيث صدر بحقهم حكم بالسجن، وتم إلغاؤه لاحقا بسبب حالتهم الصحية.
وتحدث الجندي لـهيئة البث العبرية، عن الصعوبات والمشاهد والصدمة التي أوصلته إلى هذه النقطة.
وقال “رأينا ثلاثة أشخاص في إحدى المناطق بغزة، وأطلقنا النار عليهم بناءً على التعليمات. وتبين لاحقًا أنهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عامًا مع أمهم. لم نكن نعرف، بل نفذنا الأوامر”.
وأضاف “بعد هذه الحادثة، فقدنا ثلاثة جنود بسبب اضطراب ما بعد الصدمة، كانوا يعانون من أحلام ليلية وأرق، وكانوا يرون هؤلاء الأطفال. لم يتحدث الضباط إلينا، ولم يحضروا لنا أخصائيًا نفسيًا، واستمرت الأمور كالمعتاد.
كما تحدث عن جنود آخرين أخبروه أنهم يخشون التحدث عن محنتهم، بسبب الضغوط الاجتماعية.
وفي حدث مشابه، روى عنصر أمن أمريكي عمل في مراكز المساعدات قبل استقالته، عن طفل اسمه أمير، قال إنه قام بتقبيل يده للحصول على المساعدات، بعد أن مشى 12 كيلومترًا، ومن ثم قام جيش الاحتلال بقتله في المكان.
وسبق أن كشف عنصر الأمن الأمريكي، حجم الانتهاكات التي شهدتها تلك المراكز، عبر قتل طالبي المساعدات، والمعاملة السيئة التي تلقاها سكان القطاع.
وقال عنصر الأمن، الذي لم تكشف هويته، وسبق له العمل في الجيش الأمريكي لـ 25 عامًا، في مقابلة مع القناة الـ 12 الإسرائيلية، إن القائمين على مراكز المساعدات عاملوا سكان غزة معاملة سيئة للغاية وعرضوهم للخطر.
وأكد أن حراس الأمن الأمريكيين أطلقوا النار على الفلسطينيين الذين كانوا يسعون للحصول على المساعدات، لإجبارهم على المغادرة.
كما تحدث عن إلقاء قنبلة صوتية أصابت امرأة فلسطينية مباشرة.. “انهارت السيدة وسقطت على الأرض.. في تلك اللحظة أدركت أنني لا أستطيع الاستمرار”.
وعن قراره بمغادرة المكان، قال “لم أرَ في حياتي العسكرية مثل هذا الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين العُزّل.. لذلك لن أشارك فيه الآن”.
يأتي ذلك بينما تواصل “إسرائيل” تجويع مليونين ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، عبر فرض حصار شامل، ومنع إدخال الكميات المطلوبة من المساعدات، بالتوازي مع عدوان بري بحري جوي، ومجازر يومية ضد العائلات والنازحين وطالبي المساعدات، وكل من يحاول تأمين وصولها.