الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، يؤكد أنّ مسألة سلاح حزب الله هي “شأن داخلي، يُناقش مع الدولة اللبنانية”، بعد إيقاف العدوان والانسحاب الصهيوني وتحرير الأسرى، مشدداً على عدم قبول تسليمه إلى الاحتلال.
أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ المبعوث الأميركي، توم برّاك، “فوجئ بموقف لبناني وطني موحّد من الرؤساء الثلاثة، يقضي بوقف العدوان قبل الحديث بأي أمر آخر”، بعد أن “جاء بالتهويل والتهديد بضمّ لبنان إلى سوريا وبتوسيع العدوان”.
وفي كلمة ألقاها في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر (السيد محسن)، أضاف الشيخ قاسم أنّ الرؤساء “يريدون إعمار لبنان، ولذلك لا يمكنهم أن يوافقوا على تسليم قوته”، في حين “يريد الأميركي الأخذ منه لصالح العدو، ويكذب بأنّه يريد مساعدته”.
وفي هذا السياق، شدّد الشيخ قاسم على أنّ برّاك يريد سلاح حزب الله “من أجل الكيان، لا من أجل ضبط الوضع الأمني في لبنان”، وعلى أنّ هذا السلاح هو “لمقاومة الكيان، وهو قوة لبنان”، مذكّراً بأنّ الحزب أبدى استعداده سابقاً “لمناقشة كيف يكون هذا السلاح ضمن استراتيجية وطنية”.
كما حذّر من أنّ “كل من يطالب بتسليم السلاح اليوم يطالب بتسليمه إلى العدو”، مشدداً أيضاً على أنّ حزب الله “لن يقبل ذلك”، وعلى أنّ لبنان “لن يكون ملحقاً بالعدو، لو اجتمعت الدنيا كلها ولن نقبل أن يؤخذ رهينة ما دام فينا نفس حي”.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أنّ اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان “كان فيه مكسب لنا وللجانب الإسرائيلي، وهذا أمر طبيعي في أي اتفاق”.
وإذ أشار إلى أنّ الاتفاق “حقق الأمن في المستوطنات الشمالية”، فإنّه تساءل: “ولكن، هل تحقق الأمن في لبنان”؟
في هذا الإطار، بيّن الشيخ قاسم أنّ كل ما يحصل من استهدافات واعتداءات واغتيالات وضرب للمباني هو “ضمن المشروع التوسعي للاحتلال”، بحيث إنّ الاحتلال “ليس متوقفاً عند النقاط الخمس المحتلة، بل ينتظر نزع سلاح المقاومة ليتوسّع ويبني مستوطناته”.
الشيخ قاسم أكد أنّ المقاومة “أعطت الدولة كل ما يمكن أن يقوّيها”، موضحاً أنّ سلاحها هو “لتقوية الدولة، لا إضعافها”، متابعاً: “ولكن، هل يحقّ للدولة أن تقول إنّني لا أستطيع الدفاع عنكم، وأعطونا الأسلحة لنضعها في المحرقة الصهيونية”؟
وتابع: “نحن ساعدنا الدولة على تنفيذ الاتفاق، وقولوا لمن يربط وقف إطلاق النار بسحب السلاح إنّ مسألة السلاح شأن داخلي”.
وأكد أنّ السلاح “ليس أولى من إعادة الإعمار ووقف العدوان”، متوجهاً إلى من يطالبون بنزع سلاح حزب الله بالقول: “أنتم أوقفوا العدوان. امنعوا الطيران من الجو. أعيدوا الأسرى. فلينسحب العدو من الأراضي التي احتلتها. دعونا نرَ إن كان هذا المشهد سيستقر. بعد ذلك، خذوا منّا أفضل نقاش، وخذوا منّا تجاوب على أفضل أنواع التجاوب”.
وأضاف أنّ على الدولة أن “تقوم بواجبها لإعادة الإعمار، ولو كانت الولايات المتحدة تمنع ذلك، وتضغط على الدول العربية، فعلى الدولة اللبنانية إيجاد أي وسيلة، ولو من موازنتها”.
ودعا الدولة اللبنانية إلى “أن تحزم أمرها أكثر فيما يتعلق بوقف العدوان وإعادة الإعمار”، مخاطباً الداخل اللبناني: “تعالوا نرفع شعار فلنخرج العدو بوحدتنا ولنبني وطننا”.