قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” إن أطفال قطاع غزة يموتون بمعدل غير مسبوق، في ظل تفاقم أزمة الجوع والانهيار الكامل للأوضاع الإنسانية نتيجة الحرب الصهيونية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضح نائب المدير التنفيذي لليونيسف تيد شيبان، بعد عودته من جولة هي الرابعة له في غزة منذ اندلاع الحرب، أن ملامح الإرهاق والجوع تبدو واضحة على وجوه الأطفال والعائلات، مؤكدًا أن ما شاهده على الأرض يفوق ما يمكن أن تنقله الصور أو التقارير الإخبارية.
وبيّن “شيبان” أن الحرب أودت بحياة أكثر من 18 ألف طفل حتى الآن، وأن ثلث سكان القطاع يعيشون فترات طويلة بلا طعام، بينما تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد 16.5%، وهي نسبة تفوق عتبة المجاعة عالميًا.
وأشار إلى أن نحو 320 ألف طفل معرضون لخطر سوء التغذية الحاد في ظل استمرار الحصار وصعوبة دخول المساعدات.
وأكد أن ما يحدث في غزة “غير إنساني”، داعيًا إلى وقف إطلاق نار دائم وفتح المعابر لإدخال ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا من المساعدات الإنسانية والتجارية، لضمان بقاء الأطفال على قيد الحياة وتجنب تفاقم المأساة.
ولا يزال أطفال قطاع غزة يدفعون الثمن الأثقل في حربٍ لا ترحم، حيث يُشكّلون النسبة الأكبر من الضحايا، ويقفون في مقدمة المستهدفين بنيران الاحتلال، فمنذ بدء العدوان الصهيوني واسع النطاق في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استُشهد أكثر من 16,500 طفل، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تحيط بالأطفال في القطاع المحاصر.
ووفق معطيات صادرة عن وزارة الصحة في مايو/أيار الماضي، بلغ عدد الشهداء من الرضّع (أقل من عام) نحو 916 طفلاً، فيما ارتقى 4,365 طفلاً تتراوح أعمارهم بين عامٍ وخمس سنوات، و6,101 طفلاً بين 6 إلى 12 عامًا، بينما استُشهد 5,124 فتىً بين 13 و17 عامًا.
ولا تقتصر المأساة على الشهداء، إذ تشير التقديرات إلى إصابة نحو 17 ألف طفل، في حين يعاني أكثر من 25 ألفًا من سوء تغذية حاد نتيجة تدمير النظام الغذائي وشح المساعدات، وسط حصار خانق وظروف معيشية متدهورة.
وبحسب تقارير أممية، فإن الأطفال يشكلون نحو ثلث إجمالي ضحايا العدوان، مما يضعهم في صدارة الفئات الأكثر تضررًا واستهدافًا، في حربٍ لم تستثنِ أحدًا، ولا تزال فصولها الأكثر مأساوية تتكشف يومًا بعد آخر.
