رفضًا واستنكارًا لسياسة الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتجويع، والتهجير، والتهويد التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وتضامنًا مع أسرانا ومعتقلينا الأبطال في سجون الاحتلال، نظّمت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في البقاع – مخيم الجليل، اعتصامًا جماهيريًا حاشدًا، بمشاركة ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، إلى جانب حشد واسع من أهالي المخيم.
وفي كلمة له خلال الاعتصام، شدّد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في البقاع، الأستاذ فراس الحاج، على أن الشعب الفلسطيني هو البطل الحقيقي في غزة المكلومة، التي تتعرض لأبشع أنواع الإبادة والإجرام أمام أنظار العالم “الأصم الأبكم”، حيث تُقصف الخيام، وتُحرق أجساد النساء والأطفال، وسط دمار وتجويع وتهجير وعطش ونوم في العراء.
وأدان الحاج ما وصفه بالوضع غير الإنساني وغير المقبول أخلاقيًا، معتبرًا أن حكومة العدو المتطرفة متعطشة للقتل والإجرام، وتحظى بدعم مباشر من الإدارة الأميركية.
كما وجه تحية صمود لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وكافة أماكن تواجده، داعيًا إلى الصبر والثبات قائلًا: “إنما النصر صبر ساعة”.
وطالب الحاج الشعوب والحكومات الشقيقة والصديقة إلى تقديم كل ما يمكن لوقف الحرب الإجرامية على غزة وفلسطين، مشيرًا إلى أن الاعترافات الدولية المتزايدة بالدولة الفلسطينية تشكل “صفعة قوية في وجه نتنياهو وترامب، وتكريسًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
كما جدد الدعوة إلى توحيد الصف الوطني الفلسطيني، وإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، مؤكّدًا التزام منظمة التحرير الفلسطينية بالقرارات الصادرة عن الرئيس محمود عباس “أبو مازن”، معبّرًا عن الثقة الكاملة بالقيادة الفلسطينية.
وأكد الحاج كذلك دعمه لـقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وللقرارات الصادرة عن قائدها اللواء إبراهيم “أبو الوليد”، في سبيل حفظ الأمن والاستقرار داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، بالتنسيق التام مع الدولة اللبنانية وتحت سيادتها.
واختتم الحاج كلمته بتوجيه التحية للجيش اللبناني في عيده الثمانين، ولشهدائه الأبطال، وللشعب اللبناني الشقيق الذي “قدّم الدماء والأرواح من أجل فلسطين”.
كلمة قوى التحالف
بدوره، ألقى المسؤول السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في البقاع، عطا سحويل، كلمة قوى التحالف، أكد خلالها أن ما يجري في غزة هو “مجزرة إبادة حقيقية” لم تسلم منها حتى البيوت الآمنة، حيث يعيش شعبنا الفلسطيني حرب إبادة ممنهجة منذ بدء العدوان، وسط صمت دولي قاتل.
وأشار سحويل إلى أن ما يحدث في الضفة الغربية والقدس المحتلتين لا يقلّ فظاعة، من تشريد للسكان، ومصادرة للأراضي، وتقييد للحريات، وعمليات إعدام يومية بحق أبناء جنين.
وقال: “ما نراه اليوم هو إنذار حقيقي عن مدى وحشية هذا العدو عند المحكّات”، مؤكداً أن شعبنا، رغم الألم، يتمسك بالحق ويواصل نضاله بثبات ووعي وإرادة لا تلين.
وتأتي هذه الوقفة في سلسلة من التحركات الشعبية التي ينظمها أبناء مخيم الجليل، والتي تزامنت مع اليوم الوطني العالمي لنصرة غزة، ورفضًا لسياسات الاستيطان، وهدم المخيمات، والتهجير القسري، والمجازر المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.