أكدت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، أن شبح المجاعة لا يزال يُخيِّم على سكان قطاع غزة، الذين يواجهون كارثة إنسانية مروعة نتيجة التجويع وحرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 667 يومًا.
وقالت الغرفة، خلال اجتماع لها، اليوم الخميس، إن 1,377 مواطنا استُشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ 27 أيار/ مايو الماضي، كما أن 96% من الأهالي يعانون من انعدام الأمن المائي.
وقال مدير غرفة العمليات مهدي حمدان، إن الجهود مستمرة لتنسيق الخطط، وبذل كل ما يمكن من أجل إدخال وتوزيع المساعدات، رغم شُحّ الإمكانيات، مؤكدًا وجود شراكات حقيقية في هذا المجال، أبرزها الجسر الجوي المغربي الذي انطلق الخميس الماضي بالتعاون مع الهلال الأحمر، وغرفة العمليات الحكومية والمحافظين.
وأضاف أن المساعدات تُدخل عبر ممرات محددة، وصولًا إلى مراكز التوزيع عبر معبر كرم أبو سالم، مثمنا دور من يواصلون الليل بالنهار في قطاع غزة لإيصال المساعدات، رغم تعرضهم لمخاطر مباشرة خلال عملهم.
وأكد أن الجسر الجوي المغربي سيتبعه مبادرات دعم من الأشقاء العرب (السعودية، الكويت، البحرين) بالتنسيق مع غرفة العمليات، مشددًا على أن هذه المساعدات رغم محدوديتها ستُحدث فارقًا في ظل حجم الاحتياج الهائل.
بدوره، قدّم فريق تكنولوجيا المعلومات في وزارة التنمية الاجتماعية عرضًا تفصيليًا حول “البوابة الموحدة للمساعدات والسجل الوطني الاجتماعي”، والتي تم تطويرها لتكون المنصة الوطنية الإلكترونية الأولى والمرجعية المركزية لتنظيم عمليات توزيع المساعدات، بما يضمن العدالة والشفافية والإنصاف، ويعالج الإشكاليات السابقة من خلال تحديد نقاط توزيع متعددة تضمن سلامة المواطنين، الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والفقر.
واعتبر الفريق أن إنشاء هذه المنصة يُنهي تجزئة جهود الإغاثة، ويوفر الخدمات للفقراء والضعفاء، كما يشكّل أداة تنسيق فعالة لمزودي الخدمات، ويحد من فوضى المساعدات الاجتماعية والإنسانية، ويوفر الوقت والجهد وخدمة كريمة للمواطن.
من جانبها، قدّمت الهيئة العربية الدولية للإعمار عرضا حول المنصات الإلكترونية الخاصة بمشاريعها، واصفة إياها بأنها تمثل نقلة استراتيجية في إدارة وتوثيق المشاريع، وتعزز الشفافية والمساءلة والتواصل مع الجهات الممولة والمستفيدين.
وقال محمد أبو عقلين إن إنشاء هذه المنصات يأتي للتوسع في مجالات التدخل بعد العدوان، وتفعيل التفاعل المجتمعي، ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي والتحليل المكاني الذكي، ورفع كفاءة التنسيق والمتابعة الميدانية.
وتابع أن البوابة تتضمن عدة منصات، منها: متابعة المشاريع، تسويق المشاريع، منصة جيومكانية (الخرائط الرقمية)، منصة إدارة حصر الأضرار، ومنصة الحصول على المساعدات في قطاع غزة.
كما قدمت ممثلة وزارة الاقتصاد مبادرة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية، ضمن التدخل العاجل في الأمن الغذائي، تقوم على اعتماد وتوسيع المخابز الطينية والتقليدية عبر برنامج “رغيف للجميع”، بهدف توفير الخبز للفئات الأكثر هشاشة، ودعم الإنتاج المحلي والمشاريع الصغيرة، وتقليل الضغط على المخابز المركزية، وتفادي الازدحام والفوضى في نقاط التوزيع، ومنع الاحتكار في السوق السوداء، وتشغيل الأسر المحتاجة عبر عمل إنتاجي.
وحذّرت غرفة العمليات الحكومية من توقّف المنظمات الأممية والدولية عن العمل في غزة وسحب كوادرها ومنعهم من تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية، نتيجة ضغوطات من حكومة الاحتلال لإجبار هذه المؤسسات على تقديم معلومات حساسة عن موظفيها الفلسطينيين.
واعتبرت الغرفة أن هذه الإجراءات ستؤثر سلبا على الفئات الأكثر ضعفا، خصوصا النساء والأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، إضافة إلى منع إدخال المساعدات الحيوية من غذاء ودواء ومواد نظافة.