يضرب لبنان منذ أربعة أيام موجة حرّ استثنائية تُعدّ من الأشد هذا الموسم، إذ تسجّل درجات الحرارة في بعض المناطق الداخلية والبقاعية معدلات تفوق المعدل الموسمي بنحو 10 درجات مئوية. ووفق التوقعات، ستستمر هذه الموجة حتى الجمعة المقبل، على أن تبلغ ذروتها الأربعاء والخميس مع ارتفاع إضافي في الحرارة لتسجّل مستويات غير مسبوقة هذا الصيف.
في هذا السياق، أوضح الباحث في الأحوال الجوية وعلم المناخ، المهندس علي جابر، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن الكتل الحارة التي تسيطر حاليًا على المنطقة تتميّز بارتفاع كبير في نسب الرطوبة على السواحل، ما يجعل الحرارة المحسوسة تلامس حدود الـ 40 درجة في أجواء خانقة، رغم أن الحرارة الفعلية على السواحل لا تتجاوز 34 درجة.
وأضاف، أما في المناطق الداخلية والبقاعية والجنوب الداخلي، فستسود أجواء أقرب إلى الصحراوية، جافة وحارقة، مع تسجيل معدلات حرارة مرتفعة جدًا.
وشدّد جابر على أن الأحاديث المتداولة حول تراجع موجة الحر أو أنها خفيفة، غير صحيحة إطلاقًا، مؤكّدًا أنها “موجة شديدة وقاسية بكل المقاييس”، لافتًا إلى أن ذروتها ستمتد من صباح الأربعاء حتى مساء الخميس، قبل أن تبدأ بالتراجع التدريجي اعتبارًا من الجمعة.
وحذّر من خطورة التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، نظرًا لاحتمال الإصابة بضربات الشمس أو الإجهاد الحراري، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. كما دعا إلى الإكثار من شرب المياه والسوائل الباردة، وتجنّب المجهود البدني الكبير في الهواء الطلق، وارتداء ملابس فضفاضة وفاتحة اللون للمساعدة على التهوئة.
وختم جابر بالتنبيه إلى أن الطقس الحار والرطب على السواحل، والجاف والحارق في الداخل، يزيد من خطر اندلاع الحرائق في المناطق الحرجية والزراعية، ما يستدعي أقصى درجات الحذر خلال هذه الفترة الحساسة.
