يعيش لبنان والحوض الشرقي للمتوسط منذ أيام تحت تأثير كتل هوائية شديدة الحرارة والرطوبة، رفعت درجات الحرارة في المناطق الجبلية والداخلية إلى ما يزيد عن معدلاتها الموسمية بنحو عشر درجات، فيما ساهمت الرطوبة الساحلية المرتفعة في مضاعفة الإحساس بالحرّ. إلا أنّ هذا المشهد اللاهب يقترب من نهايته، إذ من المتوقع أن يبدأ الانحسار التدريجي اعتباراً من يوم غد الجمعة.
أسباب الموجة الحارة
المتخصص في الأحوال الجوية، الأب إيلي خنيصر، أوضح في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أنّ الموجة الحالية ناجمة عن تمدد المنخفض الهندي الموسمي نحو الشرق الأوسط، مع تمركز نواته فوق العراق والكويت والرياض وجنوب شرق سوريا وشرق الأردن، حيث لامست الحرارة هناك حدود 50 إلى 55 درجة مئوية.
وأشار إلى أنّ لبنان، وخصوصاً مناطقه الشرقية، تأثر بما يُعرف بـ”الخط الثالث من الأيزو” القريب من النواة، ما رفع درجات الحرارة إلى ما بين 42 و47 درجة مئوية.
ذروة الحرارة وبدء الانحسار
اليوم الخميس شكّل ذروة هذه الموجة، بحسب خنيصر، الذي وصف الأجواء بأنها “نارية”، وكأنّ لبنان وسوريا والأردن دخلوا “فوهة بركان”. وسجّلت الحرارة على الساحل بين 37 و40 درجة، مع رطوبة بلغت 90%، فيما انخفضت نسبة الرطوبة في البقاع إلى نحو 15%.
ويتوقع خنيصر أن يبدأ تراجع تأثير “الخط الثالث” مساء اليوم، ما سيؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة يوم الجمعة بمعدل 3 إلى 5 درجات. ومع انحراف مركز المنخفض سريعاً نحو الخليج، ستعود الأجواء الصيفية المعتدلة اعتباراً من الأحد، لتدخل البلاد في استراحة جوية مؤقتة.
حرارة البحر والرياح
البحر بدوره لم يسلم من الموجة الحارة، إذ وصلت حرارة مياهه إلى نحو 33 درجة مئوية. أما حركة الرياح، فتوزّعت بين جنوبية شرقية حارة باتجاه البقاع الغربي وجزين ومرجعيون، وغربية نحو الساحل اللبناني.
ولفت خنيصر إلى أنّ هذا النمط المناخي الحاد، ولا سيما تأثير “الخط الثالث من الأيزو”، يُعد من الحالات النادرة في لبنان، ما يجعل هذا اليوم من أكثر أيام الصيف تطرفاً على الإطلاق.