جال وزير الزراعة الدكتور نزار هاني في قضاء بشري بدعوة من اتحاد بلديات القضاء وبالتعاون مع مصلحة الأبحاث الزراعية في الشمال ومركز بشري الزراعي حيث زار ربوع الوادي المقدس يرافقه المدراء العامون وروساء المصالح والدوائر في الوزارة، واستهل جولته صباحا بلقاء عقد في مركز الاتحاد في الديمان مع رؤساء البلديات.
وألقى رئيس الاتحاد إيلي مخلوف كلمى رحب فيها بالوزير وصحبه ناقلاً تحية النائبة ستريدا جعجع وترحيبها بالزيارة التي هي الأولى لوزير زراعة الى المنطقة، شاكرا للمدير العام حضوره الدائم للمعارض الزراعية التي تنظم في المنطقة، ومشددا على أهمية القطاع الزراعي في حياة أبناء قضاء بشري. وقال: “قضاء بشري ينتج ما يقارب المليون ونصف صندوق تفاح سنوياً، وأهلنا الذين نراهم هنا يعيشون من هذه الزراعة، يعلمون أبناءهم في المدارس والجامعات من عائداتها، ويؤمّنون معيشتهم من تعب الأرض، لذلك نحن نطالب بعناية استثنائية من معالي الوزير لدعم هذا القطاع الحيوي، كي نتمكن من الاستمرار في النهج الذي تسير به البطريركية المارونية، والرامي إلى ترسيخ المزارع في أرضه وحماية المواطن من النزوح إلى المدن أو الهجرة إلى الخارج”.
وأضاف: “إن هذا الملف يحتاج إلى معالجة جدية، ونحن على ثقة بالعهد الحالي وبرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبرئيس الحكومة، وبشخص معالي الوزير والوزراء المعنيين، وإذا كان مجلس الوزراء قد اتخذ قرارا تاريخيا في مسألة وطنية كبرى، فإننا على يقين أن معالي الوزير قادر أيضا على اتخاذ قرار تاريخي يبقي أبناءنا متجذرين في أرضهم، عبر دعم الزراعة وضمان استمراريتها”. وختم شاكرا الوزير هاني على زيارته، ومؤكدا وقوف أبناء بشري خلف كل جهد يرسخ حضور المزارع في أرضه.
وأكد الوزير هاني خلال كلمته أن “تخصيص هذا قداس باسم المزارعين والزراعة يشكل بركة كبيرة للقطاع، ويؤكد مكانته في وجدان اللبنانيين وحياتهم اليومية”. وقال: “اليوم أنا موجود مع المدراء العامين الثلاثة في الوزارة، إضافة إلى مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية والمصالح الإقليمية، وكل إمكاناتنا وطاقاتنا هي بتصرف البلديات والمزارعين في قضاء بشري، وزيارتنا حاضرة بين أهلنا من خلال المراكز الزراعية ومراكز الأحراج المنتشرة في الشمال، وهدفنا أن نكون إلى جانب المزارع في كل حاجاته وتحدياته، وأن نعمل معا لتطوير قطاع زراعي أفضل”. وأضاف: “المزارع هو جزء أساسي من سيادة لبنان، فاليوم نتحدث عن السيادة الغذائية، لأن من دون إنتاج زراعي لا أمن غذائي لدينا، وبالتالي لا سيادة وطنية مكتملة، من هنا تكمن أهمية المزارع، الذي يبقى الحارس الحقيقي للأرض والطبيعة والتراث”.
وتابع هاني: “قضاء بشري مميز بجمعه بين الإرث الطبيعي والحضاري، من وادي قنوبين إلى الموروث الديني والثقافي، لكن إلى جانب السياحة يجب أن نركز أيضا على السياحة الزراعية، لأن المشهد الطبيعي الرائع الذي نراه اليوم هو من صنع أيادي المزارعين عبر أجيال متعاقبة، ونحن مدعوون إلى إحياء الممارسات الزراعية القديمة لمواجهة تحديات التغير المناخي، وإلى المحافظة على الموارد الطبيعية من تربة ومياه”.
وأشار إلى أن “التفاح والكرز يشكلان الإنتاج الأساسي في بشري، لكننا بحاجة إلى تحديث الأنواع والممارسات الزراعية، واعتماد إدارة رشيدة للمياه، وزراعة أصناف جديدة أكثر تكيفا مع التغيرات المناخية وتلبية لحاجات الأسواق مثل العليق والتوت الأزرق”.
وأكد أن “القطاع الزراعي لم يعد منفصلا عن بقية القطاعات، بل أصبح جزءا من منظومة غذائية متكاملة تشمل الزراعة والصناعة والتجارة والتسويق، لذلك نعمل على تعزيز التعاونيات الزراعية لتخفيض كلفة الإنتاج وضمان تسويق أفضل للمنتجات، إضافة إلى تطوير الزراعة التعاقدية التي تحدد مسبقا وجهة الإنتاج وتمنح المزارع راحة البال والطمأنينة”.