كشفت هيئة البث العبرية، مساء الأحد، أن الكيان الصهيوني بعث برسالة إلى الوسطاء تطالب فيها بإعادة حركة حماس إلى طاولة المفاوضات، ملوحة ببدء عملية عسكرية واسعة تهدف إلى احتلال مدينة غزة قريبًا في حال استمرار رفض الحركة.
ونقلت الهيئة عن مصدر رسمي قوله إن الرسالة أوضحت: “أعيدوا حماس إلى طاولة المفاوضات أو ستبدأ المرحلة الأولى من عملية احتلال مدينة غزة قريبًا”. وأضاف المصدر أن “التهديدات لم تُقرب حماس من العودة إلى المحادثات حتى الآن”.
وأشار التقرير إلى أن خيار الصفقة الجزئية لا يزال مطروحًا ولم يُستبعد، وسط محاولات لإبقاء نافذة التفاوض مفتوحة.
من جهتها، ذكرت القناة 12 العبرية أنّ مسؤولين مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكدوا أنه يبدي “إصرارًا” في ملف السيطرة على غزة، ومن المتوقع أن يوافق على الخطط العملياتية خلال هذا الأسبوع. وأضافت القناة أنّ هناك استعدادات لعقد اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي قرب نهاية الأسبوع، لبحث الخيارات المطروحة.
وأوضح مسؤولون أن “أي مرونة من جانب حماس وإمكانية التوصل إلى اتفاق تدريجي، قد تُعرض على مجلس الوزراء، حيث يمكن لمثل هذا المقترح أن يحظى بأغلبية”. كما لفتت القناة إلى أن الوسطاء الدوليين يشيرون إلى وجود فرصة لتسوية مرحلية.
في المقابل، يعارض الوزير رون ديرمر هذه المقاربة الجزئية، ويجري اتصالات خلف الكواليس مع الإدارة الأميركية لمحاولة التوصل إلى إعلان شامل يتضمن إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة. وتابعت القناة أنّ الجهود الحالية تهدف إلى إصدار مثل هذا الإعلان خلال شهر، ربما في أيلول، بما يغني عن الحاجة إلى توسيع العملية العسكرية في غزة.
وتزامنت هذه المداولات مع مظاهرات حاشدة في مختلف أنحاء المدن الفلسطينية المحتلة، حيث خرج مئات الآلاف من المتظاهرين الأحد مطالبين بإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق يعيد الرهائن المحتجزين في غزة. وتأتي هذه الاحتجاجات امتدادًا للحراك الشعبي الذي يتصاعد منذ أشهر، مع اتهام الحكومة بالعجز عن إعادة الأسرى، والقلق المتنامي من طول أمد الحرب وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل إسرائيل.