وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، انتقادات حادة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، واصفاً إيّاه بـ”الغول على أبوابنا”، وداعياً إلى أن تكون جنيف مكان انعقاد القمة المحتملة بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال ماكرون، في مقابلة مع محطة أل سي آي الفرنسية، إنّ عقد القمة ليس مجرد فرضية بل “إرادة جماعية”، مضيفاً: “سيكون بلداً محايداً وعلى الأرجح سويسرا… وأنا أؤيد جنيف، أو حتى أي بلد آخر. وقد جرت المحادثات الثنائية السابقة في إسطنبول”.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنّه سيعقد اجتماعاً مع بريطانيا ظهر الثلاثاء لبحث “تحالف الراغبين” الذي يضم نحو 30 دولة تعمل على وضع ضمانات أمنية لأوكرانيا، لافتاً إلى أن العمل سيتواصل لاحقاً مع الولايات المتحدة من خلال المستشارين الدبلوماسيين والوزراء ورؤساء الأركان.
وفي ما يتعلق بالتنازلات الإقليمية، شدّد ماكرون على أنّ القرار يعود بالكامل إلى أوكرانيا: “ستقوم أوكرانيا بالتنازلات التي تعتبرها صائبة”. لكنه حذّر من مخاطر الاعتراف بحقوق معينة قد “تفتح الباب على مصائب أخرى”.
“غول على أبوابنا”
واعتبر ماكرون أنّ بوتين “نادراً ما وفى بتعهداته منذ عام 2007-2008، وهو يزعزع الاستقرار ويعيد النظر في الحدود لبسط نفوذه”، مضيفاً: “روسيا باتت مصدراً لزعزعة الاستقرار على نحو مستدام وتهديداً محتملاً لكثيرين منّا”.
كما حذّر من خطورة دولة “تستثمر 40% من ميزانيتها في التسلّح وتملك جيشاً يفوق 1.3 مليون عنصر”، مؤكداً أن روسيا “لن تعود إلى حالة سلام ونظام ديموقراطي منفتح بين ليلة وضحاها”.
وقال ماكرون: “بوتين بحاجة إلى مواصلة الافتراس، بما في ذلك لضمان بقائه. هو تالياً مفترس، وغول على أبوابنا. وأنا لا أقول إنّ فرنسا ستُجتاح غداً، لكنه تهديد للأوروبيين في نهاية المطاف، وينبغي ألّا نكون ساذجين”.
وفي مقابلة أخرى مع أن بي سي نيوز الأميركية، أبدى ماكرون تشاؤمه حيال فرص السلام، قائلاً: “لا يبدو لي أن الرئيس بوتين يريد السلام الآن، لكنني قد أكون متشائماً أكثر من اللازم”.