طالب مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، الاحتلال بالانسحاب الكامل من غزة، خلال الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لبحث الحرب على قطاع غزة
وأدان رياض منصور تصريحات نتنياهو حول ما يسمى “إسرائيل الكبرى”. مؤكدا رفض الخطط الاستيطانية للاحتلال الصهيوني ، مؤكدا ان تحويل الإدانات إلى أفعال عملية ملموسة يجبر الكيان على تغيير مساره.
وجاءت كلمته كالتالي:
شكرا سيدي الرئيس على عقد هذا الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بناء على طلبنا وطلب اخرين حول التطورات الخطيرة المتعلقة بغزة وقرار حكومة سلطة الاحتلال الصهيوني لاجتياحها والسيطرة عليها كاملا عسكريا.
وأود بداية ان اعبر عن شكر الشعب الفلسطيني وقيادته والرئيس محمود عباس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز ولولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان على دعمهم اللامحدود للقضية الفلسطينية ولحقوق شعبنا الغير قابلة للتصرف في تقرير المصير واستقلال وسيادة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين.
وكذلك نعبر عن شكرنا العميق لحضوركم ودعمكم جميعا ولسكرتاريا منظمتنا وامينها العام على جهودكم القيمة.
تسعى إسرائيل الى بسط السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة واطالة امد هذه الحرب، ومنع قيام دولة فلسطين مستقلة، حيث اكدت الحكومة الصهيونية ذلك بوضوح مرارا وتكرارا على رؤوس الاستشهاد، وأثبتت منذ زمن بعيد انها لا تهتم بمصير الرهائن، وهذا القرار الأخير هو دليل صارخ اخر على ذلك.
كما ان تصريح رئيس وزراء الاحتلال بتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات الذي ندينه بأشد العبارات ويجب علينا دحره ليس الا توضيح إضافي على هذه العدوانية التي تستهدف المنطقة بأكملها والمنطقة والمنفلتة من عقالها.
وتجدر الإشارة وكذلك الى اعتماد خطة سموتريش الغير قانونية في التوسع الاستيطاني وضم الضفة الغربية المحتلة من قبل الجهات المعنية لسلطة الاحتلال التي أيضا تتطلب الإدانة ودحرها منا جميعا. لكن لا يمكن ان ما سيجبر الكيان على تغيير مساره هو قدرتنا على تحويل الادانات المبررة الى أفعال تحقق العدالة تنهي الظلم الواقع على أبناء شعبنا الفلسطيني ، وفي هذا السياق ان المؤتمر الدولي وفيع المستوى الذي شاركت في رئاسته المملكة العربية السعودية وفرنسا ، اعتمد خطة دولية تبدأ بإنهاء استخدام المجاعة كسلاح حرب وانهاء الحرب على غزة من خلال وقف دائم لأطلاق النار واطلاق سراح الرهائن والأسرى وانسحاب الاحتلال الكامل من غزة ودعم الخطة العربية الإسلامية لإعادة اعمار غزة وعقد مؤتمر في القاهرة في هذا الشأن بعد وقف العدوان .
وتتوقع هذه الخطة استئناف السلطة الوطنية الفلسطينية لمهامها الحكومية والأمنية الوحيدة في قطاع غزة بدعم إقليمي ودولي، وتسليم السلاح الى السلطة الفلسطينية في سياق انهاء الحرب وتماشيا مع هدف استقلال الدولة الفلسطينية، وتحدد الخطة مسارا لا رجعة فيه نحو إقامة دولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وتقود الى السلام والامن المشتركين والتكامل الإقليمي.
نثني سيد الرئيس على بعض الأصوات الشجاعة التي تعارض الإبادة الجماعية والمجاعة التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين ونشكر في هذا المقام الأمين العام للأمم المتحدة السيد انظونيو غوتيرس على مواقفه الشجاعة بما في ذلك صرخة الضمير الأخيرة التي أطلقها ضد المجاعة في غزة بعد تأكيدها من قبل المنظمات الدولية ذات الشأن مؤخرا ورسميا لأول مرة.
لكن لا يمكن مواجهة هذه الخطة غير القانونية وغير الأخلاقية بالغضب وحده فقط، انها تتطلب حشد جميع الأدوات المتاحة لوقفها، لقد اثبت الاحتلال منذ زمن بعيد انها لا تهتم بميثاق الأمم المتحدة او القانون الدولي او قرارات الأمم المتحدة إذا لم تكن مصحوبة بعواقب.
ان الجانب الفلسطيني قدم خطط ومقترحات وتعاون مع كل الجهود الرامية الى تسهيل التوصل الى اتفاق لأنهاء الحرب، والان ينبغي جميعا ان نتصرف بكل الطرق المتاحة بما في ذلك بموجب الفصل السابع في مجلس الامن لحرمان الكيان الصهيوني من الأدوات التي تساعده على مواصلة هذه الحرب الوحشية، ومحاسبته على جرائمه، إرسال قوة حماية دولية فورية لإنقاذ الشعب.
سيدي الرئيس، لاشك ان افلات الاحتلال من العقاب هو ما أدى الى جنونه
فلسطين مستعدة للعمل مع الجميع اشقاء وأصدقاء ومع الإدارة الامريكية والمملكة العربية السعودية وفرنسا والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وأعضاء مجلس الامن والشركاء الإقليميون والدوليين الاخرين لوضع حد للحرب الوحشية ضد الشعب الفلسطيني ووقف إراقة الدماء.
ان افعالنا اليوم ستحدد مصير ملايين الأشخاص غدا ، على الأقل أولئك الذين سيكومون على قيد الحياة بحلول ذلك الوقت
سيدي الرئيس أيها السيدات والسادة
فلسطين تناديكم، القدس تناديكم، المسجد الأقصى يناديكم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، غزة الألم والوجع والدم والدموع والجوع والدمار تناديكم، الضفة الغربية تناديكم، فلسطين وشعبها وقيادتها تعرف انكم معها وان ندائنا يلقى الدعم والتضامن منكم وانكم أهلنا وعزوتنا وتملكون الأدوات الضرورية الكافية التحقيق المطلوب وإنجاز حقوقنا الوطنية، وانكم ستفعلون هذه الأدوات ,
شكرا سيدي الرئيس