كشفت مصادر أنّ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أقنع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالتخلي عن صفقة جزئية مع حركة “حماس”، بعدما وعده بأنّ “احتلال مدينة غزة وإنهاء وجود الحركة سيتم خلال أسابيع قليلة، ما يجعل أي تفاوض غير ضروري”.
لكنّ تقديرات الجيش الصهيوني جاءت مغايرة، معتبرة أنّ العملية العسكرية غير قابلة للتنفيذ في ظل النقص في القوى البشرية والآليات وحالة الجاهزية الميدانية المتردية.
وبحسب مصادر في واشنطن، روّج نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أمام ترامب “خطة عسكرية هجومية للقضاء على حماس بسرعة”، بينما أبلغ الجيش القيادة السياسية أنّ تحقيق هذا الهدف غير واقعي.
في المقابل، عبّر ترامب عن تفاؤله بقرب نهاية الحرب قائلاً: “أعتقد أنّها ستنتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة”. غير أنّ مراقبين رأوا في تصريحه مؤشراً على الفجوة بين رواية نتنياهو والواقع الميداني في غزة، في وقت تشير تقديرات عسكرية إلى أنّ العملية قد تستغرق أكثر من سنة.
وزير الخارجية للكيان كاتس شدّد من جهته على أنّ “إسرائيل ستنهي الحرب وفق شروطها”، فيما رفض نتنياهو مقترحات صفقات جزئية لتحرير الأسرى مفضّلاً الدفع نحو عملية عسكرية واسعة في مدينة غزة، التي يصفها بأنّها “برلين حماس”. إلا أنّ تقارير استخباراتية عرضت أمام المجلس الوزاري المصغّر أظهرت أنّ عزيمة مقاتلي الحركة لم تتراجع، ما يعني أنّ أي هجوم قد يطيل أمد المعركة بدلاً من حسمها.
في الأثناء، تعوّل أطراف إقليمية، بينها قطر، على أن تدرك الإدارة الأميركية أنّ “خطة نتنياهو ليست سوى مناورة سياسية وإعلامية ستؤدي إلى مزيد من الدمار من دون تحقيق أهدافها”. وحتى الآن، لم يبدُ أن فريق ترامب يصغي لتلك التحذيرات.
