في خضم النقاش المتصاعد حول مصير سلاح “حزب الله”، برز موقف حاسم من رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة “أمل” نبيه بري، الذي جدد رفضه الصريح للمطالب الأميركية الداعية إلى نزع سلاح الحزب، معتبرًا أنّ المسألة “ليست مطروحة للنقاش”.
صحيفة “معاريف” العبرية نقلت عن العقيد (احتياط) د. جاك نيريا، المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء الراحل إسحق رابين، قوله إنّ “مصير سلاح حزب الله قد حُسم: الحزب لن يتخلى عن سلاحه”. وأضاف أنّ بري، وفي خطابه بمناسبة الذكرى الـ47 لاختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا عام 1978، أكد بشكل واضح أنّه “لا يجوز الاستجابة للضغوط الأميركية في هذا الشأن”.
نيريا أوضح أنّ بري تبنّى عمليًا الموقف ذاته الذي يطرحه “حزب الله”، وهو أنّ أي بحث في ملف السلاح لا يمكن أن يسبق انسحاب الكيان الصهيوني من الأراضي اللبنانية التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، وبدء عملية إعادة إعمار الجنوب ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في مختلف المناطق.
وتابع: “بكلمات أكثر وضوحًا، يقول كل من حزب الله وأمل لرئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام: انسوا قرار الحكومة بشأن نزع السلاح. هذا لن يحدث”.
كما لفت نيريا إلى أنّ بري دعا إلى فتح “حوار وطني” بشأن استراتيجية دفاع مشترك، في ظل رفض الكيان الصهيوني الانسحاب من الأراضي التي سيطرت عليها خلال المواجهة الأخيرة. وأشار إلى أنّ أصواتًا مشابهة بدأت تُسمع داخل الحكومة اللبنانية، من بينها موقف نائب رئيس الحكومة طارق متري، الذي دعا إلى تجاوز الطرح الأميركي والالتفاف حول الموقف الذي يجمع حركتي أمل وحزب الله.
الخبير الصهيوني أضاف أنّ تصريحات السيناتور الجمهوري الأميركي ليندزي غراهام بشأن ما سماه “الخطة ب” لنزع سلاح حزب الله بالقوة العسكرية، ساهمت في تأجيج الموقف، مشيرًا إلى أنّ الحزب يستعد لاحتمال مواجهة داخلية في حال أصرت الحكومة اللبنانية على المضي في مسار نزع سلاحه، معوّلًا في ذلك على دعم إيراني مباشر.
وختم نيريا بالتأكيد على أنّ لبنان اليوم أمام خيارين أحلاهما مرّ: المضي في تنفيذ قرار الحكومة الصادر مطلع آب 2025، والذي دعا الجيش إلى إعداد خطة لتفكيك الحزب قبل نهاية العام، مع ما يحمله ذلك من خطر اندلاع حرب أهلية جديدة، أو التراجع عن هذا القرار بحجة رفض الكيان الصهيوني الانسحاب قبل نزع سلاح الحزب. وفي كل الأحوال، رجّح أن تنتهي الأمور بما أسماه “تسوية لبنانية كلاسيكية”، أي تفضيل تجنّب الصدام المباشر مع حزب الله على حساب المضي بمواجهة مفتوحة.