More

    غرفة العمليات الحكومية تدق ناقوس الخطر حول كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة

     

    عقدت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، اليوم الاثنين، اجتماعًا عبر تقنية الاتصال المرئي مع سفراء دولة فلسطين المعتمدين لدى دول إفريقيا وممثلين عن شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية (PNGO)، لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة الذي تجاوز 696 يومًا.

    وأعلن الاجتماع أن العدوان أدى إلى استشهاد 63,557 مواطنًا وإصابة أكثر من 160,660 آخرين، إلى جانب دمار واسع في المنازل والمنشآت والمصانع والأراضي الزراعية والبنية التحتية.

    وأكدت رئيسة الغرفة، سماح حمد، على أهمية تكامل الجهود وتكثيف التنسيق بين جميع الشركاء لمواجهة الكارثة الإنسانية، مشيرة إلى أن تجدد العدوان بعد الهدنة الأخيرة وبوتيرة أشد قسوة دمّر ما تم تحقيقه من جهود في إنشاء مراكز الإيواء وتوفير الخدمات وإزالة الركام.

    وشددت حمد على الدور المحوري الذي تلعبه وزارة الخارجية وسفارات فلسطين في إفريقيا في نقل الرواية الفلسطينية، ودحض الدعاية الصهيونية، وحشد الدعم الدولي لمواجهة سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال، خصوصًا على الأطفال والنساء وكبار السن الذين يشكلون الغالبية العظمى من الضحايا.

    وأوضحت أن المساعدات التي تصل إلى القطاع لا تزال “قطرة في محيط”، مؤكدة على ضرورة مضاعفة الإمدادات بشكل عاجل لمكافحة سوء التغذية والمجاعة، وكشفت عن إعداد وثيقة شاملة تتضمن الوضع الإنساني الراهن وخطة الاستجابة الطارئة والتعافي المبكر، لتمكين السفارات من استخدامها في جهود المناصرة الدولية.

    من جانبه، أكد السفير عمر عوض الله، المكلف بالشؤون السياسية في وزارة الخارجية، أن الاحتلال يواصل سياسة التضييق على القيادة الفلسطينية، مشيرًا إلى منعه إصدار تأشيرات للوفد المرافق للرئيس محمود عباس إلى نيويورك للمشاركة في المؤتمر الأممي الخاص بالاعتراف بدولة فلسطين.

    وشدد على أهمية التحرك الدبلوماسي الفاعل واستخدام العلاقات مع الدول الإفريقية للضغط من أجل وقف العدوان وجرائم الإبادة الجماعية، مشيرًا إلى المؤتمر الدولي المزمع عقده في 22 أيلول/سبتمبر، والذي ستعقبه قمة مصغرة لمناقشة آليات دعم فلسطين والاعتراف الرسمي بها.

    وحذر ممثل مؤسسات المجتمع المدني في غزة، أمجد الشوا، من خطورة الأوضاع الإنسانية الكارثية، موضحًا أن 60% من مدينة غزة تحت السيطرة الفعلية لقوات الاحتلال، التي تدفع السكان نحو النزوح القسري إلى وسط وجنوب القطاع.

    وأشار الشوا إلى أن المساعدات الحالية تغطي فقط 10% من الاحتياجات، فيما فقد 90% من السكان مصادر دخلهم، داعيًا إلى إدخال الوقود والخيام والمكملات الغذائية والمواد الصحية لجميع مناطق القطاع وعدم حصرها في الجنوب.

    وحمل الشوا الأمم المتحدة مسؤولية إيصال المساعدات إلى مراكزها في غزة وشمالها، محذرًا من أن استمرار حرمان السكان منها يفاقم المجاعة ويهدد حياة آلاف المدنيين، ووجّه نداءً خاصًا إلى منظمة اليونسكو للتدخل إزاء تدمير الاحتلال للمعالم الأثرية في غزة ومحاولة طمس تاريخها العريق.

    كما عرض أعضاء غرفة العمليات تقارير ميدانية حول النقص الحاد في المواد الإغاثية والأدوية، وتهالك الخيام بسبب الحصار، وانتشار فيروسات جديدة تهدد حياة المئات، خاصة الأطفال، نتيجة انهيار المنظومة الصحية.

    وخلال الاجتماع، تعرض مقر سلطة المياه الفلسطينية في غزة لقصف عدواني، ما أدى إلى إصابة اثنين من العاملين.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img