كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الاثنين 1 سبتمبر 2025، نقلاً عن مصادر رفيعة ومسؤولين أمريكيين، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذت قرارًا بتعليق الموافقة على جميع تأشيرات الزيارة الممنوحة لحاملي جوازات السفر الفلسطينية.
هذه الخطوة، التي وصفت بالمفاجئة، سوف تؤثر بشكل مباشر على حرية تنقل الفلسطينيين سواء داخل الأراضي المحتلة أو في الشتات مما يثير جدلًا واسعًا حول خلفياتها وتداعياتها.
تعليمات صارمة من وزارة الخارجية
وفق ما أفادت به الصحيفة، فقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تعليمات واضحة إلى جميع سفاراتها وقنصلياتها برفض منح تأشيرات زيارة لأي شخص يستخدم جواز سفر فلسطيني.
يعكس القرار نهجًا أكثر تشددًا تجاه الفلسطينيين، ويغلق مؤقتًا أبواب السفر أمام آلاف الطلبات المتعلقة بالتعليم، والعلاج الطبي، والدراسة الجامعية، فضلًا عن الزيارات العائلية أو رحلات العمل والسياحة.
تأثيرات مباشرة على الفلسطينيين
اوضحت المصادر أن القرار سيمنع العديد من الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية والشتات من دخول الولايات المتحدة، ما سوف يترك آثارًا سلبية واضحة على القطاعات الإنسانية والاجتماعية، فطلاب الجامعات الذين كانوا يخططون للالتحاق بمؤسسات تعليمية أمريكية قد يفقدون فرصهم، والمرضى الذين يحتاجون إلى علاج طبي متقدم سيُحرمون من الوصول إلى المستشفيات الأمريكية، إلى جانب توقف العديد من الزيارات العائلية والأنشطة الاقتصادية مؤقتًا.
خلفيات القرار والارتباط بالاعتراف بفلسطين
بحسب نيويورك تايمز، لم تكشف الإدارة الأمريكية عن السبب المباشر لفرض هذه القيود، غير أن التوقيت يتزامن مع أنباء عن نية عدد من حلفاء واشنطن الاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية خلال الأسابيع المقبلة، وهو توجه أثار اعتراضًا شديدًا من بعض المسؤولين الأمريكيين، وأيضًا غضبًا إسرائيليًا واضحًا.
هذا الارتباط بين الخطوة الأمريكية والتحركات الدولية يجعل القرار أشبه برسالة ضغط سياسي على الفلسطينيين وحلفائهم.
استثناءات محدودة من القيود
القيود الجديدة، وفقًا للتقرير، تنطبق فقط على الفلسطينيين الذين يحملون جواز السلطة الفلسطينية، وهو الجواز الذي أُصدر لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي عقب توقيع اتفاقيات أوسلو التي منحت الفلسطينيين سلطة محدودة في أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة.
أما الفلسطينيون الذين يمتلكون جنسية مزدوجة أو يستخدمون جوازات سفر أجنبية أخرى فلن تشملهم القيود، كما أن من حصلوا مسبقًا على تأشيرات دخول لن يتأثروا بالقرار الحالي.
استخدام قانون الهجرة لرفض الطلبات
في التفاصيل التقنية، أشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت برقية عاجلة لجميع القنصليات باستخدام آلية المادة 221-G من قانون الهجرة والجنسية لعام 1952 لرفض طلبات التأشيرات المقدمة من الفلسطينيين.
وبموجب هذه الآلية، يتم رفض الطلب بشكل مؤقت لكنه يترجم فعليًا إلى إيقاف شامل لجميع تأشيرات الزيارة لحاملي الجواز الفلسطيني، وأكد.مسؤولون أمريكيون سابقون أن هذا الاستخدام الواسع للمادة يُعد بمثابة منع شامل للفلسطينيين من الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة في الوقت الراهن.
انعكاسات سياسية وإنسانية
القرار الأمريكي لا يقرأ فقط في إطار إداري أو قانوني، بل يحمل أبعادًا سياسية أوسع ترتبط بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والتوازنات الدولية المتعلقة بالاعتراف بدولة فلسطين.
وعلى الصعيد الإنساني، يثير القرار قلقًا بالغًا لدى آلاف العائلات الفلسطينية التي ستتضرر من هذه السياسة، وسط دعوات من منظمات حقوقية لمراجعة القرار باعتباره يتعارض مع القوانين الدولية التي تكفل حرية التنقّل والتعليم والعلاج