More

    “أوريا”.. قوة من المستوطنين مهمتها تسوية مباني غزة

    كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن قوة عسكرية رديفة قوامها من المستوطنين، تعمل في قطاع غزة، وليس لها سوى مهمة وحيدة هي تسوية المباني بالأرض.

    وفي تقرير مطول نشرته “هآرتس”، الأربعاء، سلطت الضوء على قوة “أوريا” الصهيونية، والتي تعمل في قطاع غزة بشكل غير منظم ولكن تحت رعاية جيش الاحتلال، مبينة أنها تستخدم المدنيين الفلسطينيين دروعًا بشرية في مهام خطرة، بشكل مخالف للقوانين الدولية.

    وأدلى جنود وقادة بالجيش بشهادات للصحيفة أكدوا فيها أن قوة أوريا تستخدم المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية، وتدخلهم إلى أنفاق ومبانٍ قد تحتوي على متفجرات ومسلحين.

    وأشارت “هآرتس” إلى أن عناصر قوة “أوريا” يعملون في جميع أنحاء قطاع غزة تقريبًا، حيث تُرى مجموعات من الأشخاص يشغّلون معدات هندسية ثقيلة لهدف التدمير.

    وأوضحت أن هذه القوة ليست إطارًا عسكريًا منظمًا، بل قوات صغيرة نشأت من مبادرات مستقلة، ولا يُعرف إلى أي مدى يخضع أفرادها لضباط الجيش.

    وبينت أن الكثير من عناصر هذه القوة هم مستوطنون يُستدعون للاحتياط من خلال شركات مقاولات، والهدف المعلن هو تدمير المباني والأنفاق، لكن في حقيقة الأمر فالهدف هو “تسوية مباني غزة بالأرض بعد نسفها”.

    ويزعم جيش الاحتلال أن “أوريا” هي قوة عسكرية منظمة تتكون من جنود الاحتياط ولا ترتبط بشركات المقاولات العاملة في القطاع، بل تعمل ضمن لواء غزة وبالتعاون مع ألوية ووحدات اللواء، وهدفها دعم العمليات العسكرية وتنظيم المجال.

    ودافع جيش الاحتلال عن “أوريا” قائلًا إن جنودها “يخاطرون بحياتهم ويخدمون نحو 600 يوم احتياط لتحقيق أهداف الحرب”.

    وكشف التقرير عن لجوء قوة “أوريا” لأسلوب تحظره قوانين الحرب يُسمى “إجراء الجار”، ويتم فيه وضع معدات حماية على فلسطيني، ويدخلونه نفقًا لمعرفة ما إذا كان هناك أي مواد خطرة بداخله، أو يرسلونه إلى منازل لطرق أبوابها ودخولها تحت تهديد السلاح، بدلًا من أن يقوم الجنود باقتحام هذه المنازل خوفًا من أن تنفجر فيهم عبوات ناسفة قد تكون مزروعة بداخلها.

    وحسب “هآرتس” فإن إنشاء هذه القوة جاء نتيجة حاجة الجيش المتزايدة لدعم عمله الميداني، في ظل تناقص أعداد الجرافات العسكرية لديه.

    وأشارت إلى أنه في بداية الحرب، كان لدى كل لواء حوالي 20 جرافة محمية صالحة للعمل، لكن مصدرا عسكريا مطّلعا أكد أنه ليس لدى كل لواء الآن سوى 10 جرافات، ومن هنا جاءت الحاجة لإنشاء هذه القوة.

    وأوضح تقرير “هآرتس” أن الفرق التابعة لـقوة “أوريا” غالبًا ما تكون خارج أي إطار رسمي، لكنها تتصرف وكأنها كتيبة ميدانية، ويتم تجنيدهم أفراد القوة عبر مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومعظمهم من المستوطنات، وبعضهم ناشطون بارزون في اليمين الصهيوني المتطرف.

    ولأن الجيش ليس لدى من القوات والمعدات ما يكفي للمهام المطلوبة في قطاع غزة، فإن الشركات الكبرى تأتي بمعدات عالية الجودة وعمال محترفين يعرفون العمل، حسب التقرير.

    لكن المشكلة -من وجهة النظر الصهيونية- تكمن في أن عناصر قوة “أوريا” ليسوا بالضرورة ذوي خبرة في العمل، وتوصلت تحقيقات “هآرتس” إلى أن طريقة فرق العمل فيها لتنفيذ المهام شبه مفتوحة بالكامل ولا يوجد عليها إشراف، ونتيجة لذلك فقد تسببوا أكثر من مرة في تعريض حياة الجنود والمدنيين للخطر.

    ولفتت “هآرتس” إلى الجندي أفراهام أزولاي، الذي قُتل أثناء هروبه من مقاتلي كتائب القسّام الذين حاولوا أسره في خانيونس، مبينة أنه عضو في فرقة تابعة لـقوة “أوريا”.

    وقالت الصحيفة إن جيش الاحتلال لم يقدّم التفاصيل الحقيقية للعملية التي أدت لقتل أزولاي، ولم يُجب على أسئلة مهمة، مثل: “كيف يمكن أن يعمل سائق جرافة في منطقة لم يتم تطهيرها من المسلحين، وأحدهم يصل بسهولة إلى المقصورة”.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img