كشفت لقطات مصوّرة عن بروتوكولات أمنية غير عادية اتخذها فريق رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون عقب لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الصينية بكين، حيث عمل موظفون من الوفد الكوري الشمالي على “مسح وتطهير” كل أثر قد يتركه الزعيم الكوري خلال وجوده في قاعة الاجتماعات.
وبحسب مراسل الكرملين ألكسندر يوناشيف، الذي نشر الفيديو على تطبيق “تلغرام”، فقد قام اثنان من المرافقين الكوريين بمسح المقعد الذي جلس عليه كيم، وتنظيف مسنديه، إضافة إلى طاولة القهوة المجاورة، كما أزالا الكأس الذي استخدمه الزعيم الكوري. وأكد أنّ الهدف من هذه الإجراءات هو ضمان عدم ترك أي أثر يمكن أن يحتوي على معلومات حساسة، مثل الحمض النووي.
وقالت وكالة “رويترز” إن هذه التدابير تأتي رغم إظهار بوتين وكيم مؤشرات واضحة على الصداقة، مشيرة إلى أنّ كوريا الشمالية تعتمد منذ عقود بروتوكولات مشددة لإخفاء أي بيانات طبية أو بيولوجية تخص قائدها. ونقلت وسائل إعلام روسية عن الصحفي سيرغي غونتشاروف أنّ هذه الخطوات تأتي لمنع “أي خصوم محتملين من الحصول على أدلة بيولوجية قد تكشف عن الحالة الصحية للزعيم”.
ولم تقتصر الإجراءات على قاعة الاجتماعات؛ فمثلما جرت العادة في زياراته الخارجية السابقة، جلب كيم مرحاضه الخاص على متن القطار الأخضر المميز الذي أقله إلى بكين، في إطار بروتوكول يهدف إلى منع أجهزة المخابرات الأجنبية، حتى الصديقة منها، من جمع أي عينات قد تكشف معلومات شخصية عن صحته.
ويؤكد مايكل مادن، الخبير في شؤون كوريا الشمالية بمركز “ستيمسون” في واشنطن، أنّ هذه الممارسات متوارثة منذ عهد والده كيم جونغ إيل، حيث تشمل جمع النفايات الشخصية وأعقاب السجائر وحتى حشايا الأسرّة بعد استخدامه، في مسعى لحماية “سرية الزعيم المطلقة”. ويستعيد مادن حادثة عام 2019 عقب قمة كيم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هانوي، حين شوهد حراسه وهم يغلقون طابق الفندق الذي أقام فيه لساعات لإزالة أغراضه وتنظيف الغرفة بالكامل.