يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض أي مقترحات من شأنها إنهاء الحرب على غزة وإعادة المحتجزين، وذلك لضمان البقاء في منصبه السياسي، إذ كشفت قناة “كان 11” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال بقيادة رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي حاول إقناع المستوى السياسي بالتوصل إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة، بهدف تمكين الجيش من الحسم لاحقًا من دون قيود.
وبحسب مصادر لم تسمها القناة، خلال الأشهر التي سبقت الاجتياح البري لرفح جنوبي القطاع، طلب هاليفي بلورة اقتراح من مرحلة واحدة، يشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب.
وطبقًا للقناة، فإن فريقًا من عدة ضباط من قسم العمليات والقسم الإستراتيجي صاغ سيناريوهات مختلفة لعرضها على المستوى السياسي بهدف توضيح كيف يمكن تحقيق الحسم حتى بعد الاتفاق المذكور، وكانت الفكرة أن استعادة جميع المحتجزين ستسهل العملية، لكن القيادة السياسية رفضت هذا الطرح بشكل قاطع.
وفي أحد اجتماعات الكابينت المصغر، عرض هاليفي مقترحاته لكن نتنياهو رفضها، ووصفها بأنها “هزيمة”، ونقلت القناة عن مصادر مطلعة على الموضوع قولها إنه تم شطب هذا التحرك سريعا جدًا، حتى إنه لم يتم عرضه على فريق التفاوض للنقاش.
وبدلًا من ذلك، قرر نتنياهو المضي قدمًا باتفاق متعدد المراحل يسمح بإطلاق سراح المحتجزين على مراحل، نُفِذت المرحلة الأولى منه فقط لكنه لم يصل إلى المرحلة الثانية، التي سيتم بموجبها إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء المتبقين.
وأمس الجمعة، شنَّ جيش الاحتلال غارات على مدينة غزة، معلنًا بداية اجتياح جديد واسع النطاق للمدينة، وذلك في الوقت الذي صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الطرف الآخر “منغمِس جدًا” في عملية التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار.
وقبل نحو شهر، صرح المبعوث الخاص لإدارة ترامب لمهام السلام ستيف ويتكوف، في اجتماع مع عائلات المحتجزين، بأن ترامب يرغب في إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء فورًا.
وتعتقد أن نحو 20 محتجزًا لا يزالون على قيد الحياة من أصل 48 في غزة.
ويقول مراقبون إن نتنياهو منذ اليوم الأول للحرب، لا يريد إبرام أي اتفاق لوقف الحرب على غزة، مشددين على أن “الصهيونية الدينية” التي تتحكم في حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية، تدفع نحو تصفية القضية الفلسطينية وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين وتستخدم أحداث السابع من أكتوبر 2023 لتمرير مخططاتها وتبريرها.
وتم توجيه الاتهام لنتنياهو برفض أي اتفاق لوقف الحرب على غزة من أجل ضمان بقائه السياسي، بعد أن هدد الوزيران المتطرفان في حكومته، إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، مرارًا وتكرارًا، بإسقاط الحكومة، حال إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.