اتهم وزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر الاثنين إسبانيا بمعاداة السامية، بعَيد إعلان رئيس وزرائها بيدرو سانشيز عن تسع إجراءات تهدف إلى وقف “الإبادة الجماعية في غزة”.
وفي معرض رده على سانشيز، قال ساعر على منصة “إكس” إنّ “محاولة إدارة سانشيز الفاسدة لصرف الانتباه عن فضائح فساد جسيمة من خلال حملة مستمرة معادية للاحتلال ومعادية للسامية أمر واضح للجميع”.
وأضاف أنه سيتم حظر نائبة رئيس وزراء إسبانيا وزيرة العمل يولاندا دياز من دخول الاراضي المحتلة، وأن الاحتلال “لن يقيم أي اتصال معها”.
من جهتها، رفضت إسبانيا الاثنين “الاتهامات الزائفة” الصهيونية لها بمعاداة السامية بعدما أعلن رئيس وزرائها بيدرو سانشيز تسعة إجراءات تهدف لوقف ما وصفها بـ”الإبادة في غزة”.
ودانت وزارة الخارجية الاتهامات وتحرّك الاحتلال لمنع مسؤولين إسبانيَين اثنين من دخولها، مشيرة إلى أن إسبانيا “لن تُذعن للترهيب في دفاعها عن السلام والقانون الدولي وحقوق الإنسان”.
وكان سانشيز قد أعلن الاثنين عن سلسلة إجراءات “لوضع حد للإبادة الجماعية في غزة”، تشمل فرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى الاحتلال ومنع السفن التي تحمل الوقود للجيش الصهيوني من استخدام موانئ البلاد.
يعد الإعلان آخر موقف علني تندد فيه إسبانيا بالحرب الصهيونية في غزة التي أشعلها هجوم حماس غير المسبوق على الكيان في 2023.
وأعلن سانشيز في خطاب متلفز أن حكومته “قررت اتّخاذ خطوات جديدة وتنفيذ تسعة إجراءات إضافية فورية لوضع حد للإبادة الجماعية في غزة وملاحقة مرتكبيها ودعم السكان الفلسطينيين”.
وأضاف أن حكومته اليسارية ستقر مرسوماً يثبّت حظر عمليات بيع وشراء الأسلحة مع الاحتلال “كقانون”، علماً بأنها طبّقت هذا الإجراء منذ اندلاع النزاع.
وقال سانشيز إن القوارب التي تحمل الوقود المخصص للجيش الصهيوني ستُمنع من استخدام الموانئ الإسبانية كما ستتحرك إسبانيا لخفض نقل المعدات العسكرية إلى الاحتلال جواً.
وأضاف أن “جميع هؤلاء الأشخاص المشاركين مباشرة في الإبادة وانتهاك حقوق الإنسان وجرائم الحرب في قطاع غزة” سيُمنعون من دخول الأراضي الإسبانية.
وتابع أنّ إسبانيا ستحظر كذلك استيراد منتجات من “المستوطنات غير الشرعية” في الأراضي الفلسطينية بهدف وضع حد “للنزوح القسري للسكان الفلسطينيين” ودعم حل الدولتين.
كما ستقتصر الخدمات القنصلية للمواطنين الإسبان المقيمين في مستوطنات صهيونية غير شرعية على “الحد الأدنى الإلزامي قانونياً من المساعدة”، بحسب سانشيز.
أعلن رئيس الوزراء أيضاً عن مشاريع تعاونية جديدة في مجالات الزراعة والأمن الغذائي والمساعدات الطبية للسلطة الفلسطينية إلى جانب تمويل إنساني إضافي للفلسطينيين.
وكان سانشيز من بين أبرز منتقدي الحرب الصهيونية على غزة وبات الزعيم الأوروبي الأرفع مستوى الذي يصف النزاع بأنه “إبادة”.
بخلاف حلفائها الأوروبيين، اعترفت حكومته العام الماضي بدولة فلسطين، ما أثار حفيظة الكيان.
وأسفر هجوم حماس على الاحتلال في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1219 شخصا معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة لفرانس برس تستند لأرقام رسمية.
في المقابل، أدت عملية الاحتلال العسكرية في غزة إلى استشهاد 64368 فلسطينياً، معظمهم مدنيون، بحسب أرقام من وزارة الصحة في غزة والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.