شهدت مدينة القدس المحتلة، صباح اليوم الاثنين، عملية إطلاق نار نوعية عند مفترق “راموت” شمال المدينة، أسفرت عن مقتل 6 مستوطنين وإصابة 20 آخرين في حصيلة أولية، من بينهم 9 وُصفت جراحهم بالحرجة.
ووفق المصادر العبرية، فإن معظم الإصابات وقعت داخل حافلة للمستوطنين، بعد أن صعد أحد المنفذين إليها وفتح النار بشكل مباشر، بينما استهدف الآخر محطة انتظار مكتظة. وأكد شهود عيان أن المنفذ تظاهر بكونه رجل أمن قبل أن يطلق النار على الحافلة العالقة في ازدحام مروري كبير.
قوات الاحتلال دفعت بعدد كبير من الجنود وطواقم الإسعاف، وأعلنت عن استشهاد المنفذين الاثنين برصاصها.
دلالات سياسية وأمنية
الباحث في الشأن السياسي محمد الأخرس اعتبر العملية حدثًا استراتيجيًا يعيد خلط الأوراق داخل الكيان، موضحًا أنها:
تنقل المعركة إلى الجبهة الداخلية الصهيونية بعد تحييدها نسبيًا عن تبعات الحرب على غزة.
تعمّق الضغط على الطبقة الوسطى الصهيونية اقتصاديًا وأمنيًا، بما قد يدفعها للضغط سياسيًا للتعامل مع القضية الفلسطينية.
تكشف فشل فكرة “نزع السلاح”، وتؤكد قدرة الفلسطينيين على تجاوز الإجراءات الأمنية المشددة.
وأضاف الأخرس أن العملية ستؤثر على قرارات الجيش المتعلقة بالتجنيد واستدعاء الاحتياط، خاصة مع اقتراب الأعياد اليهودية، مما يزيد من حالة الاستنزاف الأمني.
تكامل الجبهات
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل إياد القرا أن العملية تعزز ثقة الفلسطينيين بقدرتهم على الصمود والدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، مقابل إرباك قيادة الاحتلال وإضعاف ثقة جمهوره بها.
وأشار القرا إلى أن العملية ترتبط مباشرة بتهديدات الاحتلال المستمرة لقطاع غزة، وتتزامن مع استهداف مطار “ريمون” بمسيرات يمنية، ما يعكس اتساع تأثير المقاومة إقليميًا. كما لفت إلى تكامل المشهد الميداني مع كمين جباليا الأخير، في رسالة واضحة بأن الاحتلال لن ينعم بالأمن طالما استمرت جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وختم القرا بالقول إن “عملية القدس ليست حدثًا منفصلًا، بل جزء من تحولات استراتيجية أوسع، تؤكد أن القدس تبقى قلب الصراع، وأن المقاومة قادرة على مفاجأة الاحتلال رغم كل إجراءاته الأمنية والعسكرية”.
