غادر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون العاصمة القطرية الدوحة، عائداً الى بيروت بعد انتهاء اعمال القمة العربية الإسلامية التي انعقدت للبحث في الاعتداء الإسرائيلي على قطر. وعلى هامش اعمال المؤتمر، كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات مع عدد من القادة ورؤساء الوفود المشاركةفي حضور أعضاء الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، سفيرة لبنان لدى قطر فرح بري، مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير علي الحلبي، المستشار الخاص لرئيس الجمهورية العميد اندره رحال، المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، ومدير الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
وفي هذا الإطار، التقى رئيس الجمهورية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في حضور الوزير رجي وأعضاء الوفد اللبناني، والوفد الاردني. خلال اللقاء، شكر الرئيس عون “العاهل الاردني على الدعم الذي قدمته بلاده للجيش اللبناني”، فيما ابدى الملك الأردني “الاستعداد لتقديم المزيد من الآليات التي تساعد الجيش على القيام بالمهام الموكلة اليه”.
ثم عرض الرئيس عون والعاهل الأردني للعلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع الإقليمية في المنطقة في ضوء التطورات الاخيرة التي شهدها عدد من دول المنطقة وكان آخرها الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر، ومواقف الدول من القضايا المطروحة. كما اكد الملك عبد الله “دعم الأردن للمشاريع الاقتصادية المشتركة”.
كما التقى الرئيس عون الرئيس السوري احمد الشرع، في حضور وزير الخارجية السورية اسعد الشيباني، والوزير رجي وأعضاء الوفد اللبناني، وعرضا العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها، وضرورة التنسيق بما يضمن المحافظة على الاستقرار على طول الحدود.
كما تطرق البحث الى “أهمية التعاون لما فيه مصلحة البلدين، لا سيما ترسيم الحدود البحرية، وملف النازحين السوريين حيث اعرب الرئيس الشرع عن ارتياحه لبدء عودة مجموعات من النازحين الى الأراضي السورية”.
وتناول البحث “ضرورة التنسيق في ما خص النقاط التي أثيرت بين الوفدين اللبناني والسوري خلال المحادثات التي أجريت في بيروت في ملف الموقوفين، وتأكيد أهمية التعاون القضائي بين البلدين للبت في هذا الملف،وفقاً للقوانين المعمول بها”.
وتم الاتفاق على “التواصل بين وزيري الخارجية، وتشكيل لجان مختصة منها لجنة اقتصادية وأخرى امنية، والعمل على تعزيز الجهود لتوفير الاستقرار بين البلدين، وتبادل الزيارات للمسؤولين”. وتطرق البحث ايضاً الى “مواضيع اقتصادية، وموضوع النقل البحري، والوضع في الجنوب في ضوء استمرار الاحتلال الإسرائيلي، حيث وضع الرئيس عون الرئيس السوري في أجواء الاتصالات الجارية لتحقيق الاستقرار في الجنوب بشكل دائم”.
وحذر الرئيس عون من “الفتنة التي تحاول إسرائيل خلقها عبر الاعتداءات التي تقوم بها”.
كما التقى الرئيس عون الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في حضور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والوزير رجي وأعضاء الوفد اللبناني.
في بداية الاجتماع، اعرب الرئيس الإيراني عن “سعادته بلقاء الرئيس عون”، الذي شكره بدوره على اللقاء، وجدد التأكيد أن “لبنان يرغب في ان تكون ايران صديقة لجميع اللبنانيين، وليس لفئة واحدة”، مكرراً ما كان ذكره لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي زار بيروت اخيراً، عن “الحرص على ان يكون التواصل بين ايران ولبنان شاملاً ولا يقتصر على فئة واحدة”، وقال: “إن لبنان يتطلع لعلاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية الايرانية قائمة على الاحترام المبتادل والصراحة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والحفاظ على المصالح المشتركة”.
وابدى الرئيس عون “تمسكه بهذه المبادئ التي تربط لبنان بالدول الصديقة”.
ورد الرئيس بزشكيان مؤيداً، وداعياً الى “ان تكون العلاقات قائمة على الاحترام والتعاون المتبادل والمحافظة على وحدة وسلامة أراضي كل دولة”، وقال: “ان هذه المبادئ هي في صلب سياستنا في ايران وجذورها مستمدة من تعاليم الأنبياء والرسل والديانات السماوية، واذا تم التمسك بهذه المبادئ فلا يجب ان يكون هناك أي خلاف بين البلدين”.
واتفق الرئيس الإيراني مع الرئيس اللبناني على “وجوب عدم تدخل الدول في شؤون بعضها، بل ان تتعاون وتعمل على ابداء النصح وتبادل الرأي في ما يمكن ان يعود عليها بالفائدة”، مشدداً على “تفاعل ايران الإيجابي مع الطروح التي من شأنها المحافظة على سيادة الدول الصديقة”.
واكد الرئيس عون “أهمية التعاون بين الدول الصديقة لتحقيق المصالح المشتركة لها ولشعوبها، وعلى ان العمل في لبنان قائم لتمكين الاستقرار والهدوء والأمان”، شاكراً “كل الدول التي تعمل على تحقيق هذا الهدف. كما تطرق البحث الى الأوضاع القائمة في المنطقة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة”.
والتقى الرئيس عون الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حضور الوزير رجي وأعضاء الوفد اللبناني ، وتم البحث في مسار تنفيذ الاتفاق الذي كان تم بينهما خلال زيارة الرئيس عباس الى بيروت لسحب السلاح الفلسطيني من المخيمات، وأبدى الرئيس عباس حرصه على “استمرار العمل في هذا الاتفاق بما يحقق مصلحة لبنان والفلسطينيين”.
وشكر الرئيس عون لـ”الرئيس الفلسطيني جهوده لتنفيذ مضمون الاتفاق”، وقال: “هناك لجان مشتركة تعمل على التنسيق لسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان”.