More

    في صحف اليوم: تصاعد القلق في لبنان بين تصعيد صهيوني وضغوط داخلية

    أكد مرجع كبير لصحيفة “الجمهورية” أن “المشهد العام لا يبشّر على الإطلاق، ويبعث على التشاؤم أكثر من أي وقت مضى. فالخطر أكبر ممّا نتخيّل، وليس لنا أمام الأفق المسدود إلّا الدعاء اللهمّ لا نسألك ردّ القضاء وإنّما اللطف فيه”.

    وأبدى المرجع عينه “قلقاً بالغاً” وقال :”الاحتمالات الصعبة هي أقل ما يمكن تقديره في هذه الأجواء، وخصوصاً أنّها ليست متأتية من جانب واحد، بل من الداخل والخارج في آنٍ معاً. فلبنان تُشنّ عليه حربان مفتوحتان؛ حرب مفتوحة تشنّها إسرائيل باعتداءاتها واغتيالاتها متوازية ومتزامنة مع ضغوط خارجية كبيرة من حلفائها، وحرب مفتوحة من داخلنا على داخلنا، تساهم قصداً أو غير قصد بمفاقمة الخطر”.

    وتابع :”مكوّناته في غالبيتها مع الأسف منكفئة عن لعب دورها المطلوب في هذه المرحلة، بالحدّ الأدنى من الوحدة والتكاتف، إن لم يكن لصدّ الاحتمالات الصعبة، فللتخفيف من وطأتها، والأسوأ من ذلك، أنّها منهمكة في الرقص على حافة الهاوية، ومراكمة عوامل التفريق وتعميق الإنقسام وبناء متاريس الإشتباك والتحريض السياسي وحتى الطائفي والمذهبي. بتنا في واقع مخجل، وحال بلدنا كحال زوجَين مختلفَين على لون البراد أو على مستوى الملوحة في الطعام، فيما بيتهما تتهدّده العواصف بأن يتهدّم وينهار”.

    إلى ذلك، أسئلة كثيرة حامت في الأجواء في الساعات الأخيرة حول ​التصعيد ​ الأخير والعمليات العدوانية التي طالت العديد من القرى والبلدات الجنوبية، وما إذا كان ذلك تمهيداً لتصعيد أكبر وأوسع، في وقت تغرق فيه الأجواء بسيناريوهات مقلقة تضخّها بعض المنصّات والقنوات ومواقع التواصل الإجتماعي، تغلّب احتمال قيام إسرائيل بشن حرب واسعة باتت وشيكة على لبنان.

    واعتبر الخبير العسكري، أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير، بالأمكنة التي استهدفها، هو من جهة محاولة لإبقاء المنطقة الجنوبية، في حالة من اللا أمن، في سياق الهدف الذي حدّدته إسرائيل بإقامة المنطقة العازلة جنوب النهر، ومن جهة ثانية، قد يُعتبر رسالة قلقة من أنّ |حزب الله| قد قطع شوطاً مهمّاً في إعادة ترميم قدراته، والواضح الأكيد في هذا السياق هو أنّ إسرائيل تفتقد لبنك أهدافها الحقيقية لدى “حزب الله”، وخصوصاً مخازن السلاح، التي لو أنّها عالمة بأمكنتها لما توانت لحظة عن قصفها وتدميرها، ولذلك قد يندرج هذا التصعيد في سياق الضغط بالنار والقوة على الدولة اللبنانية لوضع قرار سحب سلاح الحزب موضع التنفيذ السريع».

    وإذا كانت بعض التقديرات والتحليلات قد أدرجت تلك السيناريوهات في خانة اللعب على العامل النفسي وإبقاء المناخ الشعبي في حال من القلق والإرباك، إلّا أنّها تلاقت في المقابل مع رأي ديبلوماسي غربي عبّر عنه سفير دولة أوروبية معنية بالشأن اللبناني بقوله لـ«الجمهورية»، «إنّ احتمال الحرب يبقى قوياً جداً طالما أنّ أسباب التوتر ما زالت قائمة، وأبرزها عدم الإلتزام حرفياً بمندرجات ​القرار 1701​ وباتفاق وقف العمليات العدائية المعلن في تشرين الثاني من العام الماضي، وهذه الحرب بالتأكيد ضررها كبير جداً على أطرافها، ولن تكون في مصلحة أي منهم».

    وفي السياق نفسه، تندرج قراءة أحد الخبراء العسكريِّين، الذي أكّد لـ”الجمهورية” أنّ “الحرب الإسرائيلية على لبنان لم تتوقف ليُقال إنّها قادمة وفق ما يفترض بعض المحلّلين. فما يجري حتى الآن هو أنّ إسرائيل تعتبر لبنان إحدى الخواصر الرخوة، وأعطت لنفسها حرّية الحركة فيه من دون أي رادع لها، سواء من قِبل الدولة اللبنانية، أو من الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، أو من ​حزب الله​ المنكفئ حالياً إلى ما خلف جبهة القتال، ويُقال إنّه متموضع في ما تُسمّى زاوية “التضليل الاستراتيجي”. الوضع الحالي المستمر منذ إعلان واتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي هو الأفضل لإسرائيل، لكن لا أحد ضامناً بأنّ هذا الوضع سيستمر إلى ما لا نهاية، فالإحتمالات كثيرة وقد تحصل تطوّرات ليست في الحسبان”.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img