كشفت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن جهود تقودها المملكة المتحدة وفرنسا، وبدعم من ألمانيا وإيطاليا، لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالموافقة على مبادئ خطة ما بعد الحرب في غزة، بهدف دفعه لاستخدام نفوذ واشنطن للضغط على العدو لإنهاء حربه المستمرة منذ ما يقارب العامين على القطاع.
تزامنت هذه التحركات مع اجتماع دولي في نيويورك حول خطة “اليوم التالي في غزة”. وتشمل المقترحات الأوروبية، المبنية على ثمانية مبادئ، نشر قوة استقرار دولية بتفويض من الأمم المتحدة، إبعاد القادة العسكريين والسياسيين المؤثرين في القطاع إلى الخارج، ووضع أسس لإدارة مدنية جديدة بدعم من السلطة الفلسطينية.
ورغم ذلك، لم يُبدِ ترامب رغبة في ممارسة ضغط جدي على العدو، إذ كرر تحميل الفلسطينيين مسؤولية تعثر وقف إطلاق النار، فيما انضمت إدارته إلى تل أبيب في انتقاد اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية.
في المقابل، أكدت فرنسا استعدادها للمشاركة في مهمة دولية لتحقيق الاستقرار، بينما شدد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال الاجتماع، على أن أي خطة لغزة يجب أن ترتبط بمسار سياسي واضح لتجسيد الدولة الفلسطينية، محذرًا من أن المقاربات الأمنية وحدها ستفشل في إنهاء الصراع.
وتطرح المقترحات الأوروبية بديلاً عن الخطة المثيرة للجدل التي يروج لها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والهادفة إلى وضع غزة تحت وصاية دولية، وهي رؤية تخشى أطراف عربية وأوروبية أن تؤدي إلى تهميش الفلسطينيين وتكريس المخاوف الصهيونية.
غير أن الطريق إلى التوافق لا يزال مليئًا بالعقبات، إذ يرفض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو التعاون مع السلطة الفلسطينية أو القبول بحل الدولتين، بل صعّد الموقف بإطلاق هجوم جديد على مدينة غزة، في تحدٍ للضغوط الدولية، وبمباركة ضمنية من ترامب.




