كشف استطلاع جديد للرأي أجرته جامعة كوينيبياك الأمريكية عن تراجع غير مسبوق في مستوى الدعم الشعبي للاحتلال داخل الولايات المتحدة، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة للعام الثالث على التوالي.
وأظهر الاستطلاع، الذي شمل (1276) ناخباً مسجلاً بين 18 و21 أيلول/سبتمبر 2025، أن 47% فقط يرون أن دعم الاحتلال يخدم المصلحة الوطنية الأمريكية، مقابل 41% يعتقدون العكس، فيما امتنع 12% عن الإجابة. ويُعد هذا تحولاً حاداً مقارنةً مع استطلاع أُجري في كانون الأول/ديسمبر 2023، حين أيّد 69% من الأمريكيين دعم الاحتلال مقابل 23% عارضوه.
وبيّن الاستطلاع أن 49% من الناخبين الأمريكيين لديهم انطباع سلبي تجاه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بينما عبر 21% فقط عن رأي إيجابي حياله، وذلك قبيل كلمته المرتقبة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الجمعة، ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض الاثنين المقبل.
كما عكست النتائج تراجعاً في ثقة الأمريكيين بإدارة ترامب للملف الفلسطيني–الاحتلالي، حيث أبدى 31% فقط رضاهم عن حرب الاحتلال الدائرة في غزة، في حين رفض 56% طريقة إدارته.
ووفق صحيفة هآرتس، تشير هذه المعطيات إلى تحول جوهري في المزاج العام الأمريكي، بعد أن كان دعم الاحتلال لعقود بنداً شبه توافقي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
فقد أظهر استطلاع كوينيبياك لعام 2023 أن 49% من الأمريكيين تعاطفوا مع الاحتلال، مقابل 24% مع الفلسطينيين، غير أن الأرقام الحالية تتقاطع مع نتائج استطلاع لجامعة ميريلاند وتقرير “غالوب” اللذين أكدا أن دعم الاحتلال بين الأمريكيين بلغ أدنى مستوياته التاريخية.
وتكشف النتائج انقساماً حاداً على أسس حزبية، إذ لم يؤيد الحملة على غزة سوى 8% من الديمقراطيين و25% من المستقلين، مقابل 71% من الجمهوريين، بحسب “غالوب”.
كما قال 32% فقط من الأمريكيين إنهم يؤيدون زيادة المساعدات العسكرية للاحتلال، بينما عارضها 60%، مع بروز المعارضة بشكل أوضح بين الديمقراطيين والمستقلين.
وبحسب الاستطلاع، فإن نصف الناخبين الأمريكيين المسجلين يعتقدون أن الاحتلال يرتكب إبادة جماعية في غزة، وهو أعلى مستوى يُسجل في الولايات المتحدة، مع تركز هذه القناعة لدى الديمقراطيين والناخبين الشباب مقارنةً بالجمهوريين وكبار السن، مما يبرز عمق الانقسام الحزبي داخل المجتمع الأمريكي.