قال وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، إنَّ بلاده تنتظر طرح الرؤية الأمريكية بشكل رسمي لحلِّ أزمة غزة، مُعتبرًا أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو الشخص الوحيد القادر على فرض هذه الرؤية وتطبيقها على إسرائيل، باعتباره “رجل سلام”.
وأضاف “عبدالعاطي”، في حديثه، أنَّ لقاء الرئيس الأمريكي مع قادة الدول العربية والإسلامية بشأن قطاع غزة كان جيدًا، إذ تحدث “ترامب” بشكل واضح في نقاط مهمة، مثل رفض ضم إسرائيل للضفة الغربية، وإعمار القطاع الفلسطيني المُحاصر، وبقاء الفلسطينيين على أرضهم، والسماح بالعودة لمن خرج من غزة.
وأكد أنَّ ما يحدث في قطاع غزة من قتل إسرائيل للمدنيين بشكل ممنهج، وتجويع الفلسطينيين، لا يمكن أن يقبله الضمير العالمي والإنسانية، وأمرٌ مخجل للعالم والغرب، مشيرًا إلى أنَّ استمرار العنف ضد الفلسطينيين غير مقبول على الإطلاق في القرن الحادي والعشرين.
وفي هذا الإطار، أوضح “عبدالعاطي” أنَّ رؤية بلاده تؤكِّد أنَّ الطريق الصحيح والوحيد لإنهاء الحرب في غزة، يكمن في وقفٍ فوريٍّ ومستدامٍ لإطلاق النار في القطاع.
واستعرض “عبدالعاطي” بعض الملامح والثوابت الرئيسية في السياسة المصرية تجاه مختلف الملفات، إذ أكد أنَّ رؤية القاهرة ثابتة وتعتبر السلام هو الخيار الاستراتيجي، مشيرًا إلى أنَّ بلاده تدفع بشكل كامل إلى وقف الحرب الشاملة والظالمة على قطاع غزة، والعمل على التسوية السياسية لكل النزاعات، سواء في القضية الفلسطينية، أو السودان، أو ليبيا، أو اليمن، أو سوريا، أو مناطق القارة الإفريقية.
وشدَّد وزير الخارجية المصري على أنَّ رؤية بلاده تستند دومًا إلى رفض الحلول العسكرية للأزمات التي تعصف بالمنطقة والقارة الإفريقية؛ منوهًا بأن مصر تظل في طليعة الدول التي تؤكِّد على احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتعمل باستمرار للدفع في اتجاه تحقيق السلام والتنمية.
وأوضح “عبدالعاطي” أنَّ الرؤية المصرية تؤكِّد ضرورة إصلاح النظام الدولي والمنظومة العالمية، بما يشمل الشق الخاص بالسلم والأمن الدوليين، إذ يرى أنَّه لا بد من إصلاح مجلس الأمن ليصبح أكثر ديمقراطية في تمثيل القارة الإفريقية؛ بهدف رفع الظلم التاريخي عن إفريقيا.
كما شدَّد على ضرورة إصلاح منظومة المؤسسات المالية الدولية لتكون أكثر تمثيلًا وعدالة، إلى جانب معالجة القضايا الملحَّة، مثل المديونية وتغيُّر المناخ.
