شارك وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبدالعاطي، اليوم الأربعاء، كمتحدث في الجلسة الافتتاحية لاجتماع قادة ميونيخ، الذي استضافته مدينة العُلا بالمملكة العربية السعودية، تحت عنوان: “البحث عن حل وسط: الشرق الأوسط في عالم متعدد الأقطاب”.
وفي كلمته، أكد الدكتور عبدالعاطي على محورية القضية الفلسطينية ومكانتها المركزية في أي تصور لمستقبل المنطقة، مستعرضًا الجهود المكثفة التي تبذلها مصر لوقف الحرب الصهيونية المستمرة على قطاع غزة. وفي هذا السياق، رحّب بأي جهود دولية، بما في ذلك مبادرة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، تهدف إلى وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع.
وشدّد الوزير على أهمية الانسحاب الكامل للقوات الصهيونية من قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، مع رفض أي محاولات لضم الضفة الغربية أو تغيير الوضع الديموغرافي في الأراضي الفلسطينية، مشددًا على الترابط العضوي بين الضفة الغربية وغزة ورفض التهجير القسري للفلسطينيين.
كما أكد عبدالعاطي على ضرورة فتح أفق سياسي جاد يستند إلى حل الدولتين، ويضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي ضوء الوضع الإنساني الكارثي في غزة، دعا وزير الخارجية المصري المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على العدو الصهيوني لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكامل.
وتطرق عبدالعاطي كذلك إلى ملف الحوكمة في قطاع غزة، مشيرًا إلى قرار القمة العربية المنعقدة في القاهرة في مارس الماضي، والذي نصّ على تشكيل لجنة إدارية فلسطينية مستقلة وغير فصائلية، تتولى إدارة القطاع مؤقتًا لحين تمكين السلطة الفلسطينية من استعادة مهامها. وأشار إلى أن مصر شرعت بالفعل في تدريب عناصر من القوات الأمنية الفلسطينية لتمكينها من فرض سيطرة أمنية فعالة على الأرض.
وفي سياق إقليمي متصل، تناول الوزير تطورات الأوضاع في سوريا، مجددًا رفض مصر لأي ممارسات تمس وحدة واستقرار وسلامة الأراضي السورية، ودعا إلى الوقف الفوري للانتهاكات الصهيونية المتكررة للسيادة السورية.
كما أكد عبدالعاطي رفض مصر للاعتداءات الصهيونية على الأراضي اللبنانية، مطالبًا بالانسحاب الكامل من النقاط اللبنانية الخمس المحتلة، وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 بشكل شامل وغير انتقائي، بما يضمن استقرار لبنان واحترام سيادته.
