استنكرت منظمة العفو الدولية قيام سلطات الاحتلال الصهيوني باعتراض ما لا يقل عن 39 سفينة واحتجاز العشرات من أفراد طاقم أسطول الصمود العالمي، معتبرة أنها “محاولة وقحة” لشيطنة جميع مبادرات كسر الحصار وإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة، أنييس كالامار: “يُعدّ اعتراض العدو الصهيوني بالقوة سفن أسطول الصمود العالمي واحتجاز طاقمها قبالة سواحل غزة اعتداءً صارخًا على نشطاء التضامن الذين يقومون بمهمة إنسانية سلمية بحتة. ويأتي هذا الاحتجاز بعد أسابيع من التهديدات والتحريض من قبل المسؤولين الصهاينة ضد الأسطول والمشاركين فيه، وبعد عدة محاولات لتخريب بعض سفنه”.
واعتبرت أن الاحتلال “تثبت مرة أخرى ازدراءها التام للأوامر الملزمة قانونًا الصادرة عن محكمة العدل الدولية والتزاماتها كقوة احتلال لضمان حصول الفلسطينيين في غزة على ما يكفي من الغذاء والمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة”.
ودعت كالامار إلى “الإفراج فورًا ودون قيد أو شرط عن طاقم السفن المُعترضة“، مؤكدة أن “احتجازهم غير قانوني، ويجب تحميل الإحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، وضمان حمايتهم من أي شكل من أشكال سوء المعاملة ريثما يتم إطلاق سراحهم”.
وأضاف البيان: “هذا الاعتراض لا يقتصر على منع المساعدات فحسب، بل هو عمل ترهيبي مدروس يهدف إلى معاقبة وإسكات منتقدي الإبادة الجماعية الصهيونية وحصارها غير القانوني على غزة”.
كما اعتبرت كالامار أن “التحريض والتهديدات التي سبقت عملية الاعتراض هي أيضًا محاولة وقحة لشيطنة مبادرات التضامن السلمية التي تسعى إلى إنهاء الإبادة الجماعية الصهيونية والحصار القاسي الذي فرضته على غزة منذ عام 2007، والذي شُدّد بشكل كبير منذ أكتوبر 2023. نحن قلقون للغاية على سلامة جميع المعتقلين حتى الآن، وخاصةً المندوبين العرب ونشطاء التضامن الذين استُهدفوا بحملة تشويه تحريضية”.
وأضافت: “لقد ولّى زمن الإدانة المجردة. على دول العالم أن تتحرك الآن، وأن تُعلن بوضوح أنها لن تتسامح بعد الآن مع تجويع إسرائيل الممنهج للفلسطينيين في غزة، ولا مع استهدافها للجهود الإنسانية المدنية العُزّل. يجب أن ينتهي الإفلات من العقاب الذي دام عقودًا على انتهاكات الاحتلال الصارخة للقانون الدولي، فلا شيء يُبرر الإبادة الجماعية”.
وختمت كالامار بيان المنظمة بالقول: “يجب على الدول المطالبة بالعودة الفورية والآمنة لجميع المعتقلين، والسماح بوصول السفن الأخرى إلى غزة دون عوائق. كما يجب عليها الضغط على الكيان الصهيوني لرفع حصارها الخانق المستمر منذ 18 عامًا، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية عبر جميع المعابر إلى غزة وفي جميع أنحاءها الآن”.