More

    اعادت إفتتاح وحدة الصحة النفسية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي

    أعلن وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين بشرى سارة للمواطنين اللبنانيين، تتمثل بقرار التغطية الشاملة لعمليات زرع نقي العظم في كل المستشفيات الخاصة والرسمية. ولفت إلى أن هذه العمليات من الأكثر كلفة إذ تتراوح بين ثلاثين ألف دولار وستين ألفًا، مضيفًا أن وزارة الصحة العامة خاضت مفاوضات للتوصل إلى السعر المطلوب، وقال إن كل شخص يحتاج إلى زرع نقي العظم سيخضع لهذه العملية على نفقة وزارة الصحة العامة.

    كلام الوزير ناصر الدين جاء خلال رعايته حفل إعادة افتتاح وحدة الصحة النفسية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي بحضور ممثلين عن الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) ومؤسسة إيف (IF)، وعدد من الشركاء المحليين والدوليين، وممثلي منظمات المجتمع المدني، والكوادر الطبية والإدارية.

    وقد جاءت هذه الخطوة ثمرة تعاون وثيق بين وزارة الصحة العامة، من خلال البرنامج الوطني للصحة النفسية، والجهات الداعمة، حيث تم العمل على إعادة تأهيل وتشغيل الوحدة وفق أعلى المعايير، لتكون مركزاً متخصصاً يقدم خدمات علاجية ونفسية متكاملة وشاملة.

    وتناول الوزير ناصر الدين في كلمته أهمية خدمات الصحة النفسية مؤكدًا أن “خطوة إعادة افتتاح وحدة الصحة النفسية تمثل محطة مفصلية في مسار تطوير النظام الصحي الوطني، وتعكس التزاماً جماعياً بتوفير خدمات الصحة النفسية بجودة عالية، وبروح من الكرامة والاحترام”.

    وأضاف “إن هذه الوحدة ليست مجرد مساحة علاجية، بل هي تجسيد للشراكة والثقة التي جمعتنا مع البرنامج الوطني للصحة النفسية وشبكة المستشفيات الحكومية، بهدف بناء نظام شامل ومجتمعي للصحة النفسية يستجيب لحاجات الناس بفعالية وإنسانية”.

    وأشار إلى أن مستشفى رفيق الحريري الجامعي يشكل ركيزة أساسية في النظام الصحي العام، ونموذجاً للرعاية النفسية المتكاملة متعددة التخصصات، مؤكداً أن الوزارة ماضية في توسيع نطاق خدمات الصحة النفسية في مختلف المناطق اللبنانية، وتعزيز قدرات العاملين في هذا المجال، ودعم المستشفيات والمراكز المجتمعية لتقديم رعاية تعزز التعافي والاندماج.

    وشكر الوزير جميع الجهات التي ساهمت في إنجاح هذا المشروع، من إدارة المستشفى وفريق البرنامج الوطني للصحة النفسية، إلى الشركاء الدوليين في الوكالة الفرنسية للتنمية ومؤسسة IF، وكل من يواصل العمل بتفانٍ في هذا القطاع الحيوي.

    وختم قائلاً “نحن اليوم لا نعيد افتتاح وحدة فحسب، بل نعيد تأكيد التزامنا بالأمل والرعاية والإنسانية في نظامنا الصحي”.

    بدوره، عبّر الدكتور محمد الزعتري، المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، عن فخره بهذا الإنجاز قائلاً “إن ما ننجزه اليوم هو أكثر من مجرد إعادة افتتاح وحدة، إنه تجديد للعهد بأن مستشفى رفيق الحريري الجامعي سيبقى دائماً في طليعة المؤسسات الصحية التي تضع الإنسان في قلب أولوياتها”.

    وأشار إلى أن هذه الوحدة، التي تضم ستة أسرّة مخصصة لعلاج حالات الاكتئاب الشديد، الفصام، والإدمان على الكحول والمخدرات، تُدار من قبل فريق متخصص من الأطباء والمعالجين النفسيين والممرضين المؤهلين، بما يضمن تقديم رعاية شاملة ومبنية على أسس علمية وإنسانية.

    وأضاف “لقد مرّ لبنان بظروف صعبة أثّرت على الصحة النفسية للأفراد والمجتمعات، لكننا في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وبالتعاون مع وزارة الصحة العامة والبرنامج الوطني للصحة النفسية، وشركائنا الدوليين، واصلنا العمل من أجل تعزيز خدمات الصحة النفسية، وتوفير بيئة علاجية آمنة ومحترمة لكل من يحتاج إليها”.

    من جهته، أكد الدكتور ربيع شماعي، مدير البرنامج الوطني للصحة النفسية: “كل وحدة جديدة نفتتحها، وكل مهني ندرّبه، وكل خدمة نعززها، تمنح الأمل. الأمل للباحثين عن الرعاية، والأمل لنا جميعاً بأن لبنان قادر على بناء نظام للصحة النفسية قائم على العدالة والجودة والكرامة الإنسانية”.

    واعتبر أن إعادة افتتاح هذه الوحدة تأتي ضمن إصلاح شامل يقوده البرنامج الوطني للصحة النفسية، يقوم على مبدأ أساسي: أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، وأن الوصول إلى الرعاية هو حق لكل فرد، وليس امتيازاً.

    وأشار إلى أن البرنامج عمل على تقريب خدمات الصحة النفسية من الناس، من خلال إدماجها في مراكز الرعاية الصحية الأولية، والمستشفيات الحكومية، والمجتمعات المحلية، وحتى في الفضاء الرقمي، ضمن شبكة وطنية مترابطة تضمن توفر الدعم في أي مكان وزمان.

    أما جان برتران موث، مدير مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية في بيروت، فقد شدد على أهمية هذه الخطوة قائلاً “هذه الوحدة ليست مجرد مشروع تأهيلي، بل هي رمز للشراكة والصمود والثقة — قيم تشاركها AFD بكل فخر مع لبنان”.

    وأكد أن إعادة افتتاح وحدة الصحة النفسية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي تمثل خطوة رمزية نحو العدالة والشمولية، كونها تُقدَّم ضمن مؤسسة حكومية في بلد لا تزال فيه معظم خدمات الطب النفسي تُقدَّم من قبل مؤسسات خاصة أو دينية. وأضاف أن هذه الوحدة هي ثمرة شراكة طويلة الأمد امتدت لأكثر من ثماني سنوات بين AFD والمستشفى، وشملت دعماً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) وتمويلاً إضافياً من مركز الملك سلمان للإغاثة، في نموذج ناجح للتعاون بين الجهات المانحة.

    وختم موث كلمته بتجديد التزام الوكالة الفرنسية للتنمية بدعم وزارة الصحة العامة وجميع الشركاء في بناء نظام صحي شامل، مرن، ومستدام، يقدم الرعاية بكرامة ويواكب تحديات المستقبل، موجّهًا شكره العميق للكوادر الصحية التي حافظت على هذا الحلم حيًا رغم كل التحديات.

    وتُعد هذه الوحدة إضافة نوعية إلى منظومة الرعاية الصحية النفسية في لبنان، إذ تأتي إلى جانب الخدمات التي يقدمها المركز اللبناني لعلاج الإدمان “سكون”، المتواجد داخل حرم المستشفى، والذي يوفّر برامج متخصصة لعلاج استخدام المواد المسببة للإدمان.

    ويهدف هذا التكامل بين خدمات الصحة النفسية وخدمات علاج الإدمان إلى تمكين جميع المقيمين في لبنان من الوصول إلى خدمات ذات جودة عالية، تشمل الوقاية، والعلاج، والدعم النفسي والاجتماعي، ضمن بيئة آمنة ومحترفة تراعي كرامة الإنسان وحقوقه.

    وفي ختام الحفل، قام الحضور بجولة ميدانية في وحدة الصحة النفسية الجديدة، حيث اطلعوا على تجهيزاتها والخدمات التي ستُقدَّم فيها، كما زاروا المركز اللبناني للوقاية والعلاج من الإدمان – سكون، وتعرّفوا على البرامج العلاجية المتخصصة التي يوفرها، مؤكدين أهمية هذا التكامل في تعزيز الصحة النفسية والرفاه الاجتماعي في لبنان.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img