يواصل المسؤولون الأمريكيون التأكيد على التزامهم تجاه التطورات في المنطقة، حيث تكثفت زيارات كبار المسؤولين إلى الأراضي المحتلة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار قبل أسبوع.
فبعد زيارة الرئيس دونالد ترامب، وصل نائبه جيه دي فانس لمتابعة التطورات عن كثب، فيما يستعد وزير الخارجية ماركو روبيو لزيارة تل أبيب في زيارة تستمر يومين أو ثلاثة، ضمن إطار المتابعة الأمريكية الدقيقة لما يجري.
ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت، بدأ العمل من المقر الدولي الذي أُقيم في كريات غات جنوب الأراضي المحتلة لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب، حيث يتواجد فيه جنود من الولايات المتحدة، الإمارات، الأردن، بريطانيا، كندا، ودول أخرى. رُفعت أعلام دول مثل ألمانيا، الدنمارك، والأردن، فيما لم تُرفع أعلام دول أخرى كتركيا وقطر. المبنى الضخم يضم طوابق مخصصة للأطقم الأمريكية، الصهيونية، وطابق ثالث مشترك.
في هذا المقر، عقد نائب الرئيس الأمريكي مؤتمره الصحفي مساء الثلاثاء، حيث نقل رسائل الإدارة الأمريكية، مؤكدًا أنه لن تُفرض أي قوات أجنبية على الاحتلال دون موافقتها، وأن الدول الراغبة في المساهمة في الاستقرار يمكنها القيام بذلك من خلال التمويل، المساعدات الإنسانية، أو المشاركة في القوة الدولية الجاري تشكيلها.
وأشارت تقارير إلى وجود تردد لدى بعض الدول المشاركة بشأن التواجد الميداني في غزة في هذه المرحلة، وذلك نظرًا للوضع الأمني الحساس، ورغبتها في عدم الظهور بمظهر “القوة المُسيطرة”.
وأكد فانس أن الولايات المتحدة لن تنشر قواتها داخل غزة، لكنها ستتولى تنسيق الجهود الدولية عن كثب.
كما أعرب عن تفاؤله بإمكانية توسيع اتفاقيات التطبيع في المنطقة، مشيرًا إلى أن هناك رغبة خليجية متزايدة في تطوير العلاقات مع إسرائيل.
ويقود كل من ويتكوف، كوشنر، وقائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر هذه المرحلة، التي تتضمن أولًا استعادة جثامين الأسرى الصهاينة، وتشكيل قوة الاستقرار، يليها بدء جهود إعادة الإعمار، وهي عملية ستستغرق وقتًا ولكن المسؤولين متفائلون بإمكانية تحقيق تقدم.
وتشير الصحيفة إلى أن إحدى أدوات الضغط المطروحة ترتبط بملف إعادة إعمار غزة، حيث شددت الولايات المتحدة على أن المناطق الخارجة عن الإشراف المباشر لن تحصل على أي تمويل لإعادة البناء.
تعمل واشنطن على مراقبة الوضع الميداني بشكل دقيق، من خلال مصادر استخباراتية ومتابعة مستمرة، وسبق أن طلبت من الجيش الصهيوني تأجيل أو إلغاء بعض العمليات الميدانية التي قد تُعرّض اتفاق وقف إطلاق النار للخطر.
يضم مقر القيادة في كريات غات ضباطًا من مختلف الرتب في الجيش الصهيوني، إلى جانب جنود وضباط من دول متعددة، ويتشاركون جميعًا مرافق المنشأة المدنية – التي لا تُعد قاعدة عسكرية رسمية – بما في ذلك قاعة طعام مشتركة.
واستجابة لطلب أمريكي، أرسلت بريطانيا فريقًا صغيرًا من الضباط للمساهمة في جهود تشكيل قوة الاستقرار الدولية.