More

    حرب أهلية داخل ريال مدريد… صراع السلطة بين بيريز ورجاله

    كشفت تقارير صحافية وجود أزمة غير مسبوقة داخل جدران نادي ريال مدريد الإسباني تهدد استقرار إدارته ومستقبله المؤسسي، رغم حالة الانضباط والاستقرار الإداري التي يعيشها النادي تحت قيادة رئيسه التاريخي فلورنتينو بيريز.

    وأفادت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية أنّ “ليس كل ما يلمع ذهباً داخل أسوار النادي الملكي”، فبينما يواصل ريال مدريد نجاحاته الرياضية، يعيش خلف الكواليس أزمة داخلية صامتة تهدد بانقسام إداري غير مسبوق.

    وأوضحت الصحيفة أنّ هناك معركة خفية تدور في أروقة الإدارة بين جناحين متعارضين: من جهة، مجلس الإدارة والمدير العام خوسيه أنخيل سانشيز، المدعوم من إنريكي بيريز، شقيق رئيس النادي. ومن جهة أخرى، الرئيس فلورنتينو بيريز نفسه إلى جانب أنس لغراري، الذراع اليمنى للرئيس وأقرب مستشاريه في المرحلة الحالية.

    وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذا الصراع لا يتعلق بمسائل إدارية بسيطة، بل يمسّ جوهر مستقبل النادي وهيكليته القانونية والاقتصادية، إذ يسعى كل طرف إلى فرض رؤيته حول الشكل الذي سيكون عليه ريال مدريد في السنوات المقبلة.

    يرى جناح مجلس الإدارة أنّ ريال مدريد يجب أن يحافظ على طابعه التاريخي كنادٍ للأعضاء، على غرار برشلونة وأتلتيك بلباو وأوساسونا، معتبرين أنّ هذا النموذج هو ما حافظ على هوية النادي وقيمه طوال عقود.

    في المقابل، يدفع الجناح الآخر بقيادة بيريز ولغراري نحو تحوّل مؤسسي جذري يجعل من النادي كياناً أكثر استقلالية ومرونة مالية، عبر تحويله إلى شركة رياضية وترفيهية يحتفظ فيها النادي بنسبة الغالبية.

    ويقترح بيريز أن يمتلك ريال مدريد 51% من أسهم الشركة الجديدة، بينما تُوزَّع النسبة المتبقية (49%) على الأعضاء، في خطوة تهدف ـ بحسب وصفه ـ إلى “حماية الكيان من التهديدات الخارجية”.

    غير أنّ هذا المقترح أثار انقساماً داخل مجلس الإدارة، خصوصاً في ظل ما ينص عليه قانون الرياضة الإسباني الجديد (الصادر في كانون الأول/ ديسمبر 2022)، الذي يسمح للنادي بالمشاركة في البطولات الاحترافية بصفته نادياً أو شركة، لكنه لا يُلزمه بالتحوّل المؤسسي.

    وبحسب المادة 94 من القانون، يمكن للأندية أن تشارك في المسابقات الاحترافية “كأندية رياضية أو كشركات رياضية”، فيما تسمح المادة 69 بتحوّل الأندية إلى شركات إذا رغبت بذلك.

    ويرى المؤيدون أنّ هذه الخطوة قد تمنح ريال مدريد قوة مالية واستثمارية أكبر، بينما يحذر المعارضون من أنها قد تفتح الباب أمام فقدان الأعضاء لسيطرتهم التدريجية على النادي، وتحويل ريال مدريد إلى مؤسسة تجارية بحتة.

    ويُعد أنس لغراري أحد أبرز مهندسي رؤية بيريز الجديدة، إذ شارك في تأسيس شركة A22، الجهة التي تقف خلف مشروع دوري السوبر الأوروبي المثير للجدل، والذي يقوده ريال مدريد منذ بدايته.

    ويُنظر إلى لغراري داخل أروقة النادي كـ”العقل الاستراتيجي” وراء خطة التغيير، بينما يعتبره معارضوه رمزاً للاتجاه الذي يهدد هوية ريال مدريد التاريخية.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img