أكد رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، يونس الخطيب، أن الحاجة الإنسانية في قطاع غزة لا تقل إلحاحاً ويأساً الآن عمّا كانت عليه قبل وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن المواطنين في القطاع يعيشون صدمة نفسية ويأساً شديدين، ومشدداً على أن “إعادة بناء البشر أصعب من إعادة بناء البيوت المدمّرة”.
وجاءت تصريحات الخطيب خلال سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى في العاصمة النرويجية أوسلو، بدعوة من منظمة الصليب الأحمر النرويجي (NoRC)، بمشاركة رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره، ووزير الخارجية إسبن بارث إيدي، وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان النرويجي، إضافة إلى لقاء خاص مع العائلة الملكية النرويجية.
وقال الخطيب إن الاحتياجات الإنسانية في غزة ضخمة، موضحاً أن السكان مصابون بصدمات نفسية وسيحتاجون إلى دعم طويل الأمد، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الوضع في الضفة الغربية يزداد حرجاً بسبب تزايد الاعتداءات الصهيونية وانعدام الأمن.
من جانبها، أعربت الأمينة العامة للصليب الأحمر النرويجي، غريت هيرلوفسون، عن تأثرها العميق بما عرضه الخطيب، مؤكدة أن الاحتياجات في غزة هائلة، وأن الرسالة الأهم من هذه اللقاءات هي التأكيد على أن الوضع الإنساني في القطاع حرج ويائس نتيجة الانتهاكات المتعمدة والمنهجية للقانون الإنساني الدولي.
وشددت هيرلوفسون على أن أي عملية إعادة إعمار مستقبلية يجب أن تركز بالدرجة الأولى على إعادة بناء الإنسان المتضرر نفسياً من الحرب، وليس فقط على المباني والبنية التحتية.
يُذكر أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهي أكبر مزوّد لخدمات الإسعاف في قطاع غزة، تواصل عملها رغم الظروف البالغة الصعوبة، حيث تضررت أربعة من مستشفياتها بشدة، فيما لا تزال 21 فقط من أصل 58 مركبة إسعاف تعمل بسبب النقص الحاد في الوقود.
