حذّرت بعثة تقصي الحقائق الأممية بشأن السودان من أن مدينة الفاشر شهدت تحوّلًا خطيرًا في مسار النزاع، مشيرة إلى أنها باتت “بؤرة للفظائع الممنهجة” من قتل جماعي وعنف جنسي وتهجير قسري.
ودعت البعثة، الجمعة، المجتمع الدولي إلى إنشاء هيئة قضائية مستقلة لمحاسبة مرتكبي الجرائم في السودان، على أن تعمل بالتنسيق مع المحكمة الجنائية الدولية، مع توسيع اختصاص الأخيرة ليشمل كامل الأراضي السودانية.
وأكدت البعثة أن قوات الدعم السريع أقامت هياكل قضائية موازية خارج سلطة الدولة، معتبرة أن سقوط الفاشر شكّل “نقطة تحول مأساوية” في الحرب، حيث ارتُكبت عمليات إعدام جماعية على أساس عرقي، واستخدام التجويع كسلاح حرب، وتدمير متعمد للبنية التحتية. كما حمّلت طرفي النزاع مسؤولية ارتكاب جرائم حرب.
وفي سياق متصل، أعرب مجلس الأمن الدولي عن “قلقه البالغ” إزاء التقارير الواردة من الفاشر، مدينًا هجوم قوات الدعم السريع على المدينة، ومطالبًا بوقف فوري للعنف ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، بما في ذلك الإعدامات خارج القانون والاعتقال التعسفي.
من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع توقيف الملقب بـ”أبو لولو”، المتهم بارتكاب جرائم في الفاشر، تمهيدًا لمحاكمته، بعد ظهوره في تسجيلات مصورة وهو يقتل مدنيين ويتباهى سابقًا بقتل نحو 900 سوداني.
