طالبت الهيئة الاستشارية للمجلس الدولي للزيتون المجتمع الدولي بالتدخل لمحاسبة العدو، القوة القائمة بالاحتلال، على الجرائم التي ترتكبها بحق شجرة الزيتون في فلسطين، مؤكدة ضرورة تعويض المزارعين الفلسطينيين عن خسائرهم الناتجة عن الاعتداءات المتواصلة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الخامس والستين للهيئة الاستشارية للمجلس الدولي للزيتون، الذي عُقد في العاصمة الإسبانية مدريد بمشاركة 18 دولة منتجة ومستهلكة لزيت الزيتون من مختلف قارات العالم، من بينها فلسطين، التي مثلها عبر الفيديو كونفرنس مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني فياض فياض.
وأكد المجتمعون في ختام اللقاء على مبدأ الدفاع عن شجرة الزيتون وضمان حمايتها، مشددين على ضرورة الالتزام بوحدة هذا القطاع العالمي بعيداً عن أي تمييز في المصدر أو المنشأ، وأن الفارق الوحيد المقبول يجب أن يكون معيار الجودة.
وترأس الاجتماع عبد السلام الواد، رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس، الذي تناول في كلمته الوضع المأساوي لشجرة الزيتون في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى عمليات القلع الممنهجة التي ينفذها الاحتلال ومنع المزارعين من جني محاصيلهم. وأكد الواد مساندة الهيئة للمزارعين الفلسطينيين، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته إزاء هذه الانتهاكات، ومشدداً على ضرورة بلورة رؤية جديدة لتعاون الفاعلين في قطاع الزيتون تقوم على الشفافية والاستدامة والعدالة.
من جانبه، استعرض فياض فياض واقع قطاع الزيتون في فلسطين، مبيّناً أن الاحتلال أباد نحو مليون شجرة زيتون منذ عام 1967، منها أكثر من 250 ألف شجرة بين عامي 2010 و2025، فيما دمّر منذ أكتوبر 2023 فقط أكثر من 56 ألف شجرة.
وفي قرية المغير بمحافظة رام الله والبيرة، أباد الاحتلال خلال يوم واحد في أغسطس الماضي عشرة آلاف شجرة زيتون، وقلّص مساحة أراضي القرية المزروعة من 25 ألف دونم إلى أقل من ألف دونم بعد الاستيلاء على معظم أراضيها.
أما في قطاع غزة، فأوضح فياض أن الاحتلال دمّر نحو 900 ألف شجرة زيتون خلال حرب الإبادة التي استمرت قرابة عامين، ولم يتبق سوى 100 ألف شجرة فقط، إلى جانب تدمير 35 معصرة زيتون من أصل 40.
وشارك في الاجتماع المدير التنفيذي للمجلس الدولي للزيتون خايمي ليلو، والمدير المساعد عبد الرؤوف العجيمي.
وفي ختام الجلسة، دعت الهيئة الاستشارية الإدارة الأميركية إلى حذف الرسوم الجمركية المفروضة على واردات زيت الزيتون من مختلف الدول، لما يتميّز به من فوائد غذائية وصحية مثبتة علمياً.
يُذكر أن المجلس الدولي للزيتون كان أول منظمة رسمية تعترف بفلسطين بعد حصولها على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة عام 2011، قبل أن تنال عضوية كاملة في المجلس في آذار/ مارس 2017.




