أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون مساء اليوم الخميس، أن الهجمات التي نفذها الكيان على جنوب لبنان تعتبر جريمة مكتملة الأركان.
ورأى عون أن ما قام به الكيان اليوم في جنوب لبنان “يعد جريمة مكتملة الأركان، ليس فقط وفقا لأحكام القانون الدولي الإنساني الذي يجرّم استهداف المدنيين وترويعهم وإجبارهم على النزوح من ديارهم، بل يعد كذلك جريمة سياسية نكراء”.
وأضاف عون: “كلما عبّر لبنان عن انفتاحه على نهج التفاوض السلمي لحل القضايا العالقة مع الكيان ، كلما أمعنت في عدوانها على السيادة اللبنانية وتباهت باستهانتها بقرار مجلس الأمن رقم 1701 وتمادت في خرقها لالتزاماتها بمقتضى تفاهم وقف الأعمال العدائية”.
وختم قائلا: “مرّ قرابة العام منذ دخل وقف إطلاق النار حيّز النفاذ، وخلال تلك الفترة، لم يدخر الكيان جهدا لإظهار رفضها لأي تسوية تفاوضية بين البلدين… وصلت رسالتكم”.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الإعلام اللبناني بول مرقص بعد جلسة مجلس الوزراء أن “رئيس الجمهورية شدد على أن خيار التفاوض لإنهاء الاحتلال لقي تأييدا وطنيا ودوليا”، لافتا إلى أن “الرئيس عون أكد أن خيار التفاوض هو النتيجة المتاحة لوقف اعتداءات إسرائيل وإنهاء الاحتلال”.
وأضاف مرقص: “الرئيس عون أوضح أن طرح خيار التفاوض يرتكز إلى القناعة بضرورة إعادة الاستقرار إلى الجنوب وأن خيار الحرب لن يؤدي إلى نتيجة”.
كما صدر عن قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه، بيان جاء فيه: “أطلق العدو موجة واسعة من الاعتداءات في الجنوب، مستهدفا عدة مناطق وبلدات. إن هذه الاعتداءات المدانة هي استمرار لنهج العدو التدميري الذي يهدف إلى ضرب استقرار لبنان وتوسيع الدمار في الجنوب، وإدامة الحرب وإبقاء التهديد قائمًا ضد اللبنانيين، إضافة إلى منع استكمال انتشار الجيش تنفيذا لاتفاق وقف الأعمال العدائية”.
وأردف: “على صعيد متصل، تؤكد القيادة أن الجيش يتابع التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وأن الشراكة بين الجانبَين تبقى على درجة عالية من الثقة والتعاون”.
وتأتي هذه التصريحات إثر شن جيش الاحتلال اليوم الخميس، سلسلة هجمات عنيفة على عدة بلدات في جنوب لبنان، بعد إصداره إنذارات بالإخلاء لسكان هذه المناطق.
وهاجم الجيش الإسرائيلي مباني عدة هددها في كل من بلدات: كفر دونين، زوطر الشرقية، عيتا الجبل، الطيبة، وطير دبا، زاعما أن غاراته استهدفت “بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله”.
وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنه “في الأسابيع الأخيرة، رصد الكيان نشاطا كبيرا لحزب الله ومحاولاتٍ من التنظيم لإعادة بناء بنيته التحتية، وتهريب الصواريخ، وتجنيد عناصر جدد، بما في ذلك لقوة الرضوان، وخاصةً في عمق لبنان”.
وأشارت إلى أنه “في القرى الشيعية القريبة من الحدود، تشن إسرائيل هجمات على حزب الله، ولا تسمح له بترسيخ وجوده”.
وحسب الهيئة، فإنه “مع ذلك، لا يعمل الجيش اللبناني بشكل موحد في جميع أنحاء لبنان، وفي الكيان يُقال إن وتيرة نشاطه أبطأ من المتوقع في ظل التحديات الداخلية اللبنانية ووجود كتائب شيعية في الجيش اللبناني. كما أن هناك أماكن لا يدخلها الجيش، وإذا لم يُسرّع الجيش اللبناني وتيرة عملياته ويعمل على نزع سلاح حزب الله، فستفعل إسرائيل ذلك”.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤولين قولهم: “الضربات على لبنان اليوم مقدّمة فقط، وإذا لم تلتزم الحكومة اللبنانية بتطبيق كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار سنقصف كل لبنان”.




