More

    تقرير حقوقي: تصاعد جرائم المستوطنين يكرس سيطرة الاحتلال على الضفة الغربية

    أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ التصاعد الخطير في جرائم المستوطنين ضدّ الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي بلغ ذروته مع انطلاق موسم قطف الزيتون، يجري في ظلّ غياب تام لأيّ إجراءات للردع أو المساءلة، وغالبًا ما يُنفَّذ تحت حماية مباشرة من الجيش الصهيوني.

    ولفت التقرير الصادر عن المرصد، إلى أنّ ذلك يعكس نهجًا رسميًا ومنهجيًا يهدف إلى توظيف عنف المستوطنين كأداةٍ لترسيخ السيطرة الإسرائيلية، بالتوازي مع تسارع وتيرة التوسّع الاستيطاني ومصادرة الأراضي، في مسعى لفرض الضمّ الفعلي للضفة الغربية وتهجير سكانها الفلسطينيين.

    تفريغ السكان الفلسطينيين
    وذكر «الأورومتوسطي» أنّ هذا التصعيد المنهجي يأتي ضمن مسعى أوسع لإحكام السيطرة الصهيونية على الضفة الغربية عبر تفريغها من سكانها الفلسطينيين وتوسيع دائرة النفوذ الاستيطاني جغرافيًا ووظيفيًا، وتحويل المستوطنين إلى أذرع تنفيذية للجيش في عمليات الاعتداء والمصادرة، وفرض أنماط جديدة من السيطرة الميدانية تُكرّس واقع الفصل والعزل بين التجمعات الفلسطينية، وتُجهض أي إمكانية لقيام كيان فلسطيني متصل أو مستقل.

    وبيّن التقرير أنه رصد خلال الأسابيع الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في اعتداءات المستوطنين ضدّ الفلسطينيين، ولا سيّما المزارعين، والتي شملت الاعتداء الجسدي وسرقة ثمار الزيتون وحرق الأشجار وتخريب الممتلكات ومنع الوصول إلى الأراضي الزراعية.

    وأوضح أنّ عشرات هذه الهجمات نُفّذت بحماية مباشرة من قوات جيش الاحتلال، فيما شارك جنود في بعضها، في تجسيد واضح لوحدة المنظومة القائمة على تنفيذ سياسة الدولة باضطهاد الفلسطينيين واقتلاعهم من أراضيهم.

    13 شهيدًا
    وأكد «الأورومتوسطي» أنّه وثّق في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري استشهاد المواطن أحمد ربحي الأطرش، برصاص مستوطن صهيوني قرب مدخل رأس الجورة شمال مدينة الخليل، إذ حاولت السلطات الصهيونية تبرير الجريمة بالادعاء أنّ المستوطن أطلق النار على الضحية بزعم محاولته سرقة سيارته، دون تقديم أيّ أدلة على ذلك، حيث منعت القوات الصهيونية طاقم إسعاف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إليه، ما أدّى إلى نزفه حتى الموت، قبل أن تحتجز جثمانه وتسلمه في اليوم التالي.

    وأشار التقرير الحقوقي إلى أنّ ارتقاء الأطرش يرفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا على يد المستوطنين إلى 13 منذ مطلع عام 2025 و37 منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي حصيلة غير مسبوقة تعكس تصعيدًا خطيرًا في طبيعة العنف، وانتقاله من استهداف الممتلكات إلى استهداف مباشر للأرواح.

    وأضاف المرصد الأورومتوسطي أنه وثّق 324 اعتداءً نفّذها مستوطنون خلال 39 يومًا (منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى مساء 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري)، بمعدل ثمانية اعتداءات يوميًا.

    وأكد أنّ عنف المستوطنين خلال موسم قطف الزيتون الحالي يُعدّ الأعلى منذ سنوات، إذ وثّق الفريق نحو 163 هجومًا أسفر عن إصابة أكثر من 143 فلسطينيًا، وإتلاف ما يزيد على 4,200 شجرة وشتلة في 77 قرية بالضفة الغربية.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img