More

    الأونروا تكشف تحديات عملها في غزة وسط قيود صهيونية مشددة وتأثير الأزمة الإنسانية

    وصف عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه بائس للغاية، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجهها المنظمة منذ اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2023 ما زالت قائمة ولم تشهد أي تحسن جوهري.

    وأوضح أبو حسنة أن الكيان يفرض قيودًا مشددة على الوكالة، تمنع بموجبها دخول المفوض العام فيليبي لازاريني وموظفيها الدوليين، بينما تبقى نحو 6 آلاف شاحنة من المساعدات الغذائية، التي اشترتها الأونروا بمئات ملايين الدولارات، متكدسة على أبواب المعابر. وقال إن هذه القيود أدت إلى استمرار التجويع وسوء التغذية بين السكان، إلى جانب تأثير كبير على خدمات التعليم والصحة والتمويل.

    وأضاف أن الأونروا تواجه عجزًا ماليًا يقدر بحوالي 200 مليون دولار للفترة حتى الربع الأول من العام المقبل، وهو ما يهدد دفع رواتب أكثر من 30 ألف موظف فلسطيني في غزة والضفة وسوريا ولبنان والأردن، الذين يقدمون خدمات تعليمية وصحية وإغاثية لملايين اللاجئين.

    وأشار أبو حسنة إلى استمرار الهجمات السياسية والإعلامية المنظمة التي تستهدف شرعية الأونروا، ومحاولات تشويه صورتها ووقف الدعم الدولي، بالإضافة إلى قطع دعم أميركي بقيمة 360 مليون دولار، أي نحو 30% من ميزانية المنظمة.

    وعلى الرغم من القيود، نجحت الأونروا في استمرار تقديم الخدمات: حيث يعود نحو 300 ألف طالب إلى التعليم عن بعد، ويستفيد حوالي 50 ألف طالب من التعليم الوجاهي في ظروف صعبة للغاية، بينما تقدم الوكالة خدمات صحية يومية لنحو 15 ألف مريض عبر 7 عيادات مركزية ومستأجرة، وأكثر من 35 ألف نقطة طبية متحركة، إضافة إلى افتتاح مركز طبي جديد في جباليا وداخل مدينة غزة. كما تدير الوكالة 100 مركز إيواء يضم حوالي 80 ألف فلسطيني، وتواصل جمع النفايات الصلبة وتوزيع المياه، حيث توفر حوالي 40% من مياه القطاع، مع إصلاح بعض الآبار في مخيمات اللاجئين.

    وحول الأزمة الغذائية، أشار أبو حسنة إلى أن أكثر من 90% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية، وما زالت الكثير من العائلات تتناول وجبة واحدة فقط يوميًا، رغم زيادة عدد الشاحنات التي تدخل القطاع مقارنة بما قبل وقف إطلاق النار، حيث يصل متوسط الشاحنات إلى 170 يوميًا، ويبلغ الحد الأقصى نحو 200 شاحنة، بسبب القيود الصهيونية على البضائع والمواد التعليمية والطبية وقطع الغيار.

    وأضاف أن الوضع الصحي يشهد تدهورًا شديدًا، مع نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، وضعف مناعة السكان، ووصول مستويات سوء التغذية إلى 90%، بينما يعاني الطاقم الطبي من إرهاق شديد، ويستمر انهيار الخدمات الصحية. أما العملية التعليمية، فهي مستمرة، لكنها تواجه تحديات كبيرة، مع نقص مقاعد دراسية ومواد تعليمية، ومعاناة الطلاب والمعلمين الذين يعيش معظمهم في خيام.

    وأكد أبو حسنة أن الأونروا فقدت منذ بداية الحرب حوالي 380 موظفًا، وتضررت 90% من منشآتها في القطاع بشكل كلي أو جزئي، ما يفرض الحاجة إلى مئات الملايين لإعادة بناء المدارس والعيادات ومراكز التوزيع والمقار التشغيلية. وأضاف أن هناك اتصالات دولية وجهودًا مستمرة لرفع القيود الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بحرية حركة الموظفين وإدخال المساعدات المكدسة، لكن حتى الآن لم تُحقق نتائج واضحة.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img