More

    الاحتلال يطالب بإزالة البيوت البلاستيكية المحاذية للجدار في منطقة الشعراوية

    في ظلّ جريمة جديدة تُضاف إلى مسلسل الاعتداءات الاحتلالية المتواصلة ضدّ المزارعين الفلسطينيين في مناطق الشعراوية وسهول طولكرم، تعرّضت عشرات البيوت البلاستيكية (الدفيئات الزراعية) لتهديد مباشر بالإزالة والهدم من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، بذريعة قربها من الجدار الفاصل. ويأتي هذا الإجراء في سياق السياسات المنهجية التي تستهدف ضرب القطاع الزراعي الفلسطيني والحدّ من قدرة المزارعين على الاستمرار في استغلال أراضيهم والمحافظة على مصادرهم الغذائية في الضفة الغربية.

    احد المتضررين من إجراءات الاحتلال في منطقة الشعرواية المزارع فادي عتيلي، أوضح خلال حديثه لبرنامج محطات عبر تلفزيون كل الناس وفضائية معًا وشبكة معًا الاذاعية، أن الاحتلال سبق وأن هدم سبع دونمات من البيوت البلاستيكية قبل عدة أشهر، واليوم يستهدف مناطق جديدة تمتد على مئات الدونمات في سهول دير الغصون، عتيل، زيتا وباقة الشرقية، وهي مناطق تعتبر مركز الزراعة وسلة غذاء للمنطقة.

    وقال فادي إن الأراضي المهددة تتراوح مسافتها عن الجدار ما بين 150 و300 متر تقريبًا، وإن المخاطر تطال نحو 600 دونم من البيوت البلاستيكية المزروعة بالكامل. وقد استثمر المزارعون في هذه الدفيئات مبالغ طائلة شملت ثمن البذور والمواد الزراعية والحديد والنيلون وأنظمة الريّ والتجهيزات المختلفة، إضافة إلى تكاليف التعقيم والحراسة وغيرها من المستلزمات. وأكد أن أي عملية هدم أو إزالة لهذه البيوت ستُلحق خسائر مالية تُقدَّر بملايين الشواقل، ما يشكل ضربة قاسية للقطاع الزراعي ولأرزاق مئات العائلات.

    وأشار فادي إلى أن الاحتلال منح المزارعين مهلة لا تتجاوز شهرًا لإزالة البيوت البلاستيكية، إلا أنّ المزارعين لم يتمكنوا حتى الآن من اتخاذ أي إجراء عملي بسبب ضخامة الخسائر المتوقعة وتعقيد الإجراءات المفروضة. وأوضح أنهم يعلّقون آمالهم على تدخل الجهات الرسمية الفلسطينية، وفي مقدّمتها الارتباط المدني، من أجل الحدّ من الأضرار وحماية ما يمكن حمايته من ممتلكات المزارعين ومواردهم الزراعية.

    وأوضح فادي أن المزارعين مصمّمون على البقاء في أراضيهم وعدم الانسحاب منها مهما تعاظمت التهديدات، مؤكدًا أن مواصلة العمل في الزراعة رغم المخاطر تعكس صمودهم الراسخ وتمسّكهم بحقهم في الأرض، وأضاف أن تجارب سابقة شهدت قيام مؤسسات وزارية وشعبية بتسجيل الأضرار الناتجة عن الهدم، وأن الحكومة وعدت في حينه بتقديم تعويضات لكل بيت بلاستيكي تم تدميره، غير أن تلك الوعود لم تُنفّذ حتى اليوم.

    وأشار إلى أن الاعتداءات اليومية على المزارعين مستمرة بأساليب مختلفة، تبدأ من إطلاق النار وتصل إلى استخدام قنابل الغاز، في استهداف مباشر للمزارعين ومصادر رزقهم، ضمن محاولات متواصلة لإضعاف صمودهم وإجبارهم على ترك أراضيهم.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img