More

    أبو الغيط: المشروع الوطني الفلسطيني قائم ولن ينتهي

    أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، اليوم الأحد، أن المشروع الوطني الفلسطيني لن ينتهي وأنه “يستند إلى ظهير عربي صلب، ودعم دولي من كل الذين انتصروا لقيم الإنسانية والحضارة والعدل”.

    وأضاف “أبوالغيط”، في كلمة بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، أن الاحتلال الصهيوني -مهما زاد بطشه- إلى زوال، وستتجسد الدولة الفلسطينية على الأرض، لأن بزوغها هو الحل العادل والدائم الوحيد الذي أقرَّه العالم أجمع من أجل تسوية القضية، وإحلال سلام شامل يقوم على التعايش والتعاون في المنطقة.

    وقال إن القضية الفلسطينية تمر بواحدة من أصعب لحظاتها، وأشدها وطأة على الشعب الفلسطيني الصامد، وعلى مؤيديه من أنصار الحرية في كل مكان، إذ سعت حرب الإبادة التي شنها الاحتلال لعامين كاملين إلى محو مجتمع من الوجود، والقضاء على أي أفق لاستقلال فلسطين في المستقبل.

    وتابع: “وخلال هذين العامين سقطت الكثير من الأقنعة وظهر الاحتلال بوجهه البشع والإجرامي، وأدرك العالم كله أنه لا سقف للوحشية والتجرد من الضمير، ولا حدود أخلاقية لدى الاحتلال، لأن الاحتلال نفسه فعل لا أخلاقي، واستدامته مستحيلة من دون توظيف الحد الأقصى من الإجرام، قتلًا وتدميرًا وتجويعًا وامتهانًا لأبسط معاني الكرامة الإنسانية، بل واستهدافًا حتى للأطفال الذين لا ننسى محنتهم وقد سُرقت منهم أعوام كانوا يفترض أن يقضوها بين التعلم واللعب، فإذا بهم يفقدون حياتهم وعائلاتهم ومدارسهم، ويتنقلون اليوم بين أطلال خلفها الاحتلال خلفه شاهدًا على الوحشية المطلقة”.

    وأضاف، “خلال عامين ظهرت أيضًا بطولة الشعب الفلسطيني ناصعة بطولة التمسك بالأرض حتى النفس الأخير، وظهرت عزلة الكيان فاضحة وكاشفة، عزلة غير مسبوقة في مداها وعمقها، حتى بين من كانوا حتى وقت قريب من أقرب أصدقائها وحلفائها”.

    واستطرد: “إننا نحيي في هذه المناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الأمم المتحدة ليكون مناسبة سنوية للتذكير بعدالة القضية الفلسطينية، وبواجب التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل والمشروع من أجل تجسيد دولته المستقلة”.

    ولفت إلى أن الفلسطينيين عانوا عبر عقود، وبلغت المعاناة ذروتها في العامين الماضيين، ليس فقط في غزة، وإنما أيضًا في الضفة الغربية المحتلة التي شهدت توسعًا استيطانيًا غير مسبوق، وتدميرًا للمخيمات أسفر عن تهجير الآلاف، فضلًا عن تصاعد الهجمات الإرهابية من جانب المستوطنين بوتيرة هي الأعلى والأعنف منذ 20 عامًا كما سجلت الأمم المتحدة واستُشهِد في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين ما يزيد على ألف فلسطيني، وجرى اعتقال عشرات الآلاف يقبع منهم اليوم نحو تسعة آلاف فلسطين في سجون الاحتلال.

    وأبرز أنه رغم قسوة الظرف التاريخي، فإن مشروع الدولة الفلسطينية لم يمت، ولم تستطع نيران الاحتلال وبطشه اللامحدود القضاء على صرخات أطلقها الأحرار في العالم كله منادين بتجسيد الدولة الفلسطينية، بل وتوالت الاعترافات بفلسطين ليصل عددها إلى 157 دولة، من بينها دول لعبت أدوارًا تاريخية بالغة السلبية في إنشاء إسرائيل بما يدل دلالة قاطعة على أن حركة التاريخ تسير في اتجاه الدولة الفلسطينية، وليس استدامة الاحتلال.

    ونوه إلى أن “إعلان نيويورك”، الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، فصَّل مسارًا واضحًا يفضي للدولة الفلسطينية، ثم جاءت خطة الرئيس ترامب ذات العشرين نقطة مع جهود الوسطاء (مصر وقطر وتركيا) لتحقق وقف إطلاق النار في غزة، ثم جاء قرار مجلس الأمن رقم 2803 ليعتمد خطة السلام ويأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة في غزة، ويشير إلى مسار نأمل أن يفضي إلى تطبيق حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية.

    وشدد على أن قرار مجلس الأمن حول غزة يمثل بداية مرحلة مهمة تقتضي عملًا على كل الأصعدة من أجل ترجمة عناصر القرار إلى واقع ينعكس على حياة الشعب الفلسطيني، ويؤدى إلى انسحاب صهيوني كامل، ويفتح المجال أمام إدخال المساعدات بلا عوائق، والشروع في عملية إعادة الإعمار، لأن الهدف هو دعم صمود الشعب على أرضه، وإحباط كل مخططات التهجير والتهام الأرض ولن تنجح كل خطط الاحتلال في الفصل بين الضفة وغزة، فهما معًا إقليم الدولة الفلسطينية، وتظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وصاحبة الولاية الأصيلة في الإدارة والحكم من خلال السلطة الفلسطينية.

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img