علقت صحيفة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية على زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، متحدثة عن اللقاء الذي جمعه مع الزعماء الروحيين في ساحة الشهداء، متحدثة عن تجمع مواطنين من مختلف الطوائف في الساحة، التي أشارت إلى أنها كانت خلال الحرب اللبنانية تقسم بيروت إلى منطقة منطقة مسيحية في الشرق ومنطقة إسلامية في الغرب، لافتة إلى أن الصراعات لم تتوقف أبداً، وشهد العامان الأخيران تصعيداً بسبب الحرب بين الكيان و”حزب الله”.
ولفتت إلى أن “البابا توجه بالحديث إلى الشرق الأوسط بأكمله خلال الزيارة، قائلاً: “نطلب السلام للعالم، ونتضرع به خاصةً من أجل لبنان ومن أجل المشرق كله”، كما أوضح أن “صلاتنا تمنحنا القوة للمضي في الأمل والعمل، حتى عندما يحيط بنا ضجيج الأسلحة”.
وأشارت إلى أنه “بالإضافة إلى الحرب، هناك المزيد من الأزمات، موضحة أنه لم يتبق سوى القليل من “سويسرا الشرق” التي كانت عليه، بخلاف الواجهة البراقة للمباني المطلة على المارينا، لافتة إلى أن فندق سان جورج، الذي كان حتى الحرب اللبنانية مكاناً أسطورياً للأمراء والأمراء المجرمين والعملاء السريين، هو اليوم مبنى فارغ على الخليج، لا تضيء فيه سوى أضواء مطعم في الطابق الأرضي، يطل على مسبح لم يعد يأتيه أحد”.
كما لفتت إلى أن |انهيار البنوك في عام 2019 وجائحة كوفيد وإفلاس الدولة أوصلوا إلى أزمة اقتصادية مدمرة بقدر انفجار المرفأ، الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص في 4 آب 2020 وتسبب في تشريد ثلاثمائة ألف شخص، موضحة أنه في غضون ذلك، جرت إعادة الإعمار، لكن منطقة التسوق في وسط المدينة مليئة بالمتاجر المغلقة، وتصمد العلامات التجارية العالمية الفاخرة لكن لا يُرى فيها زبون واحد.
ورأت أنه “في وضع كهذا، تبدو كلمات البابا دعوة لعدم الاستسلام، مذكرة بأن البابا كان قد أشاد بصمود اللبنانيين عند وصوله الأحد، في الوقت الذي يبدو أن نوعاً من التشاؤم والشعور بالعجز قد انتصر في العالم، وهو يؤكد الآن: في زمن قد يبدو فيه التعايش حلماً بعيد المنال، يمثل شعب لبنان، على الرغم من اعتناقه لأديان مختلفة، مثالاً قوياً: الخوف والشك والتحيز ليس لها الكلمة الأخيرة هنا، بينما الوحدة والمصالحة والسلام ممكنة دائماً”.
