تقاطعت الصحف اللبنانية والعربية الصادرة اليوم على إبراز تعقيدات المرحلة التي يمرّ بها لبنان في ظلّ تداخل المسارات العسكرية والدبلوماسية، وسط دعم أميركي واضح لدفع ما يُسمّى بـ”الاختراق” السياسي – الأمني، والسعي إلى بلورة “ميكانيزم” تفاوضي جديد مع العدو.
فصحيفة النهار تحدثت عن تمسّك لبنان بالدفاع عن هذا “الاختراق” بدفع أميركي مباشر، فيما تبحث البعثة الأممية صيغة لقوة دولية جديدة في الجنوب، في إطار مراجعة دور «اليونيفيل».
أما الأخبار فركّزت على الردّ الصهيوني بالغارات وعلى إصرار الرئيسين ميشال عون ونواف سلام على إشراك رئيس مجلس النواب نبيه بري في اختيار السفير كرم لقيادة الوفد اللبناني، وسط حديث عن خطة لنقل القوات الدولية لمحاصرة لبنان من الشرق والشمال. كما أضاءت على النقاش الحكومي حول تقرير حصر السلاح والمواقف الداعية إلى تغليب لغة التفاوض.
وفي نداء الوطن برزت الإشارة إلى أن “الميكانيزم” المقبل يدخل أكثر في التفاصيل، فيما يوصف المشهد بأنه “تفاوض تحت النار”.
صحيفة الديار نقلت تقييمات تشير إلى أن العدو يردّ على “الإيجابية” اللبنانية بالتصعيد، بينما دعا البابا إلى بادرة “حسن نية”، مع بروز مخاوف من دور أميركي “ملتبس”. كما لفتت إلى شرح قاسم لـ”الهواجس” وغياب أي أزمة ثقة مع عون وبري.
ووفق اللواء، يكشف تقرير الجيش إنجازات ميدانية جنوب الليطاني وفوق أراضي المخيمات، في ردّ مباشر على مزاعم العدو. ورغم استمرار الغارات، لم تتأثر إيجابيات “الميكانيزم”، فيما يواصل سلام بحث البدائل مع بعثة مجلس الأمن. وأكد عون تمسّكه بلغة التفاوض دون المسّ بسيادة لبنان.
وبحسب الشرق، يتركز السؤال حول “ماذا تريد إيران من لبنان؟”، مع التشديد الرئاسي على أن لغة التفاوض يجب أن تتقدّم على لغة الحرب.
أما الجمهورية فاعتبرت أن لبنان يمرّ في زمن اختبار الهدنة، وأن تقرير الجيش يشير إلى قرب انتهاء المرحلة الأولى من الخطة.
من جهتها، نشرت البناء أبرز العناوين العربية، التي أجمعت على متابعة الغارات الصهيونية وتطورات الساحة اللبنانية.
وفي الصحف الكويتية، تناولت الأنباء الغارات الجديدة على الجنوب، ودعوة سلام للسفير كرم لتفعيل “الميكانيزم”. كما برز حديث عن انتقال النقاش في قوانين الانتخابات من “صراع الأحجام إلى صراع الاستراتيجيات”. فيما أغنت «الراي» و«الجريدة» المشهد الإقليمي بتحليلات حول التراجع العراقي عن تصنيف حزب الله والحوثيين إرهابيين، والتحركات الأميركية – الصهيونية “المريبة” نحو لبنان وسوريا.
أما الشرق الأوسط فركزت على تأكيد الرئيس ميشال عون أن المحادثات مع العدو كانت إيجابية وأن هدف لبنان هو تجنّب “حرب ثانية”.




