وأظهرت الصور المتداولة للاحتفالات مشاركة واسعة من الأهالي، كونها الأولى منذ عام 2011، ولها أهمية تتجاوز أبعاد الاحتفال الديني إلى التأكيد على بدء عودة الحياة الطبيعية لمناطق كانت الأولى في اندلاع المواجهات العسكرية.
في الأثناء، حاولت الشرق الأوسط التواصل مع الكنيسة لمعرفة مزيد من التفاصيل، إلا أنه تم التحفظ على المعلومات لأن الأمر ما زال قيد التحقيق.
وقال الأب سلامة سمعان في تصريحات إنه سيكتفي بقول جملة واحدة فقط: دمشق من دون مار بولس. وللقديس بولس أهمية روحية ورمزية عند المسيحيين والدمشقيين، كونه يعبر عن لحظة اهتداء بولس إلى المسيحية على أسوار دمشق. وقد نفذه نحات إيطالي ووُضع أمام باب كيسان، حيث إن مدخل الدير هو الموقع الذي اهتدى فيه القديس بولس. ويظهر بالنصب لحظة وقوعه عن ظهر الحصان، وكان نظره متجهاً نحو السماء.
يقول الإعلامي السوري ثابت سالم للشرق الأوسط: لو عرف اللصوص رمزية نصب بولس بغض النظر عن البُعد الديني، ما أقدموا على هذه الفعلة، لافتاً إلى أنه في بداية نيسان عام 2007 قامت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي، بزيارة لدمشق، وقُبيل مغادرتها قالت في مؤتمر صحافي: I am on the road to Damascus، وترجمتها: أنا على طريق دمشق، مرددة تعبير بولس.
ويشير سالم إلى أن وزير الخارجية آنذاك وليد المعلم لم يفهم ما قصدته بيلوسي في تصريحها المهم، ولم يرد على تصريحها رغم لغته الإنجليزية القوية، وأنه عادة ما يستخدم هذا القول للإشارة إلى تحول بولس الرسول أو شاؤول إلى المسيحية عند تل كوكب قرب داريا، نتيجة رؤيته المعروفة للهداية، وهو الضابط اليهودي المكلف بتأديب المسيحيين في دمشق وإنهاء وجودهم.




