انتشر الجيش اللبناني في معظم قرى منطقة صور الحدودية الجنوبية، باستثناء نقطتين في جبل بلاط المطل على بلدة مروحين ومرتفعات اللبونة المطلة على ساحل الناقورة، وتمكن الأهالي من دخول بلداتهم وتفقد بيوتهم المدمرة، لا تزال قوات الاحتلال الصهيوني حتى اليوم تسيطر على بعض البلدات في قضاءي بنت جبيل ومرجعيون، في القطاعين الاوسط والشرقي، ولاسيما منها يارون ومارون الراس وبليدا وحولا ومركبا وعديسة وكفركلا، وأطراف عيترون وميس الجبل والطيبة.
وتستمر هذه القوات في اعتداءاتها بتفجير منازل وإحراقها وتجريف البنى التحتية، وإطلاق النار وتفجير قنابل صوتية في محيط أماكن إنتشار الجيش اللبناني ووجود الأهالي، لمنعهم من تخطي السواتر الترابية ودخول بلداتهم.
بلدة يارون الواقعة بين مدينة بنت جبيل وبلدتي مارون الراس ورميش، والتي لا تزال تتمركز فيها قوات الاحتلال وتمارس أعمال التفجير والتدمير، وآخرها مساء أمس، وإطلاق النار والقنابل اليدوية على محيط اماكن انتشار الجيش اللبناني على مدخليها الجنوبي والغربي عند السواتر الترابية التي رفعها الصهيونيون ، والتي يتجمهر عندها الأهالي منذ انتهاء نهلة الستين يوماً لتنفيذ اتفاق وقف النار، في انتظار إنسحاب قوات الاحتلال ودخول عمق أحيائها.
رئيس البلدية علي تحفة، أكد إصرار الأهالي على “العودة إلى أرضهم وبيوتهم مهما كلف الأمر ومهما بلغت التضحيات، وهذه الارض الطاهرة التي حررناها سابقاً بفضل دماء شهداء المقاومة، سنحررها اليوم عاجلاً أم آجلاً”.
وأشار إلى “استشهاد سبعة من أبناء البلدة، ولا يزال يوجد عدد من المفقودين”، لافتاً الى “أن الدمار كبير جداً، وأن ما دمره العدو الصهيوني في مهلة الستين يوماً لقرار وقف النار يفوق ما دمره قبل احتلاله البلدة، وهمجيته طاولت دور العبادة المسجد والكنيسة ومقام الخضر ومقر البلدية وكل البنى التحتية، الطرق وشبكات الكهرباء والمياه والهاتف”.
وأوضح “أن عدد المقيمين في البلدة في فصل الشتاء لا يتعدى ألف شخص، غير أنه يصل في الصيف إلى حدود أربعة آلاف بسبب عودة المغتربين”.
وفيما يواظب عدد من فاعليات البلدة وأبنائها، على الحضور اليومي إلى مشارف البلدة، في انتظار تراجع الاحتلال من أجل دخولها، مشددين على “أن هذه الأرض لنا ولن نتخلى عنها والعدو سينسحب منها مهزوماً”، كما قالت المحامية تمام نور الدين.