فيما كان حزب الله يكشف عن تكتيكات سلاح مدفعيته، التي سمحت له في تأمين ممرات لصواريخه وقذائفه نحو أهدافها على مسافات مختلفة بعد نجاحه في تحييد منظومة القبة الحديدية، التي باتت بحاجة إلى من يقيها ضربات الحزب، كان جهاز أمن الحزب يتابع تحقيقاته في واحدة من أهم الاختراقات التي كادت أن تحصل لو قدر لها النجاح.
تروي مصادر متابعة أنه مع تطور العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، وضع حزب الله من ضمن فرضياته إمكان أن تعمد إسرائيل إلى تنفيذ عمليات في العمق اللبناني، سواء عبر تنفيذ عمليات اغتيال، أو خطف، يكون لها مفعول معنوي، خصوصًا إذا ما نجحت بأن تطال قيادات ذات وزن.
في هذا الإطار، وضعت قيادة الحزب الأمنية خطة لمواجهة هذه الاحتملات، رافعة من دقة يقظتها الأمنية، ومفعلة شبكاتها في طول البلاد وعرضها، خصوصا في بعض المناطق الحساسة، ولبعض القيادات اللبنانية والفلسطينية، خصوصا بعد اغتيال صالح العاروري في عمق الضاحية الجنوبية.
وفي تفاصيل العملية التي كانت ستحصل السبت الماضي، يكشف مصدر مقرب من حارة حريك، أن معلومات وصلت الى أمن الحزب منذ شهرين، من استخبارات إحدى الدول، عن تحضير إسرائيل لتنفيذ عملية أمنية-عسكرية نوعية ضد شخصية فلسطينية “مهمة” تنتمي لحركة حماس. عليه باشر أمن الحزب درس الخيارات الممكنة وقام بحصرها بعدد محدد من الأشخاص، حيث توصل نتيجة المتابعة والتدقيق إلى توقيف احد المنتمين لحركة حماس، القاطنين في منطقة البقاع الأوسط، في نقطة استراتيجية، حيث قامت قوة خاصة بتوقيفه، لتكتشف مع بدء التحقيقات أنها أوقعت بكنز كبير.
وتتابع المصادر، أن الموقوف اعترف خلال استجوابه أنه يعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية، حيث طلب منه مراقبة حركة شخصية رفيعة من حركة حماس تتنقل بشكل دائم بين لبنان وسوريا، مُقرًا بأن القوات الإسرائيلية تعتزم تنفيذ عملية إنزال بالقرب من منطقة المصنع بهدف اختطاف القيادي الحمساوي، خلال عودته من دمشق مساء، مرجحًا أن تنفذ العملية في المنطقة الفاصلة بين نقطتي الجمارك على طرفي الحدود، علما أن الطيران الإسرائيلي سبق أن نفذ عمليتي اغتيال في تلك المنطقة.
عليه قرر حزب الله نصب كمين للقوة الإسرائيلية، للإيقاع بها على غرار كمين أنصارية، منذ أعوام، إلا أن حسابات حقله لم تتفق والبيدر الإسرائيلي، إذ عمدت تل أبيب إلى إلغاء العملية في اللحظات الأخيرة، رغم حصولها على موافقة رئيس الوزراء، بعدما فقد الاتصال بالعميل الفلسطيني.
وتشير المصادر إلى أنه سبق منذ مدة اكتشاف عدد من كاميرات المراقبة مزروعة بالقرب من منزل أحد قياديي حماس في البقاع، بينت المتابعة أن مجموعة سورية قامت بوضعها، وربطها بشبكة الأنترنت، علما أن البيئة التي يتواجد فيها المنزل تعتبر بيئة حليفة وحاضنة لنهج حماس الجهادي.
هكذا إذا أحبط حزب الله الإنزال الإسرائيلي، في المقابل فوتت تل أبيب على حارة حريك فرصة أسر عدد من الجنود، لتنتهي العملية بتعادل سلبي، في جولة من جولات الحرب المفتوحة.