More

    مطلب تعجيزي لنتنياهو… ما موقف “حماس” منه؟

    تشهد الساحة السياسية مفاوضات حثيثة تقودها الوساطة المصرية والقطرية بين إسرائيل وحركة “حماس”، في محاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار واستكمال النقاش حول مستقبل قطاع غزة والحركة. ورغم الأجواء “الإيجابية” التي تروّج لها بعض المصادر، إلا أن الواقع يُظهر أن المقترحات المقدمة تهدف أساساً إلى الرفض، كونها تمس “الخطوط الحمراء” للحركة الفلسطينية.

    آخر هذه المقترحات كان الموقف الإسرائيلي الذي تقاطع حوله عدد من التقارير والمصادر، والذي يطرح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مقابل نزع سلاح “حماس” ونفي قادتها من القطاع. وهو ما ترفضه الحركة رفضاً قاطعاً، ما يعني استمرار حالة الجمود والمراوحة في المفاوضات إلى أجل غير مسمى.

    وفي هذا السياق، يرى الباحث والكاتب السياسي مراد حرفوش، في حديث لموقع “النهار”، أن الحركة لن تقبل بشروط تمس جوهر وجودها، معتبراً أن المقترح الإسرائيلي “قُدّم ليرفض”، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا يريد” الوصول إلى صفقة فعلية.

    ويجمع المحللون والخبراء على أن نتنياهو يضع مطالب “تعجيزية” ويتهرّب من تقديم ضمانات جدية لإنهاء الحرب، في مسعى واضح للحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، وتنفيذ استراتيجية اليمين المتطرف التي تهدف إلى “تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني”.

    المطلب الإسرائيلي المتكرر بنزع سلاح “حماس” ليس جديداً، بل يأتي ضمن استراتيجية مستمرة تعتمد الضغط العسكري، وهو ما يعتبره البعض محاولة لفرض واقع جديد في غزة. ويربط حرفوش هذا المطلب بالتوجه الإسرائيلي تجاه تفكيك البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى لتثبيت نفسها كقوة وحيدة مهيمنة في المنطقة.

    ومع تصاعد الجدل حول واقعية نزع سلاح “حماس”، يرى البعض أن المقارنة مع “حزب الله” في لبنان ليست دقيقة، بينما تؤكد تقارير إسرائيلية، كرسالة رئيس الأركان الجديد إيال زامير لنتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص في عدد الجنود المقاتلين، ما يحدّ من قدرته على تحقيق الأهداف السياسية بالقوة وحدها، دون مسار دبلوماسي موازٍ.

    بالمجمل، يتضح أن نهاية الحرب لا تبدو وشيكة، في ظل تلاقي المصالح الأميركية والإسرائيلية على إبقاء التصعيد قائماً، لزيادة الضغط على إيران في مفاوضات إقليمية أوسع. ويختم حرفوش بالتأكيد أن الضغط الحقيقي على نتنياهو لا يمكن أن يأتي سوى من واشنطن، وتحديداً من الرئيس السابق دونالد ترامب، لكنه لا يرى أي مؤشرات على تدخل جدي في الوقت الراهن.

    وبالتالي، تبقى كرة وقف الحرب في الملعب الإسرائيلي، بينما يواصل نتنياهو اللعب بورقة التصعيد لتحسين شروط التفاوض، في انتظار رد “حماس” الذي يُتوقع أن يكون حاسماً خلال الساعات المقبلة

    Latest articles

    spot_imgspot_img

    Related articles

    spot_imgspot_img