استشهد المواطن الفلسطيني وائل باسم محمد غفري (48 عاماً)، مساء اليوم الإثنين، جراء اختناقه بالغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال خلال اعتداء للمستوطنين على بلدة سنجل شمال محافظة رام الله.
ووفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، فإن الشهيد غفري توفي بعد إصابته بحالة اختناق حادة، خلال اعتداء نفذه مستوطنون بحماية قوات الاحتلال، حيث أضرموا النار في منازل وممتلكات المواطنين، من بينها عزبة تعود ملكيتها للشهيد.
وذكرت مصادر عائلية أن مجموعة من المستوطنين هاجمت خربة التل الواقعة بين قريتي سنجل والمزرعة الشرقية، وأضرمت النار في منزل ريفي، بحماية مباشرة من جيش الاحتلال.
وأفاد شهود عيان أن نحو 20 مستوطناً اقتحموا المنطقة في ساعة متأخرة من الليل، فيما شهدت ساعات الصباح تصاعداً في الاعتداء بعد وصول تعزيزات للمستوطنين بلغ عددهم قرابة 200 شخص. وقد أقدم هؤلاء على إحراق عزبة الشهيد غفري، وورشة قيد الإنشاء، وثلاث “بركسات”، كما سرقوا نحو 45 رأساً من الأغنام وقتلوا عدداً منها.
وأُصيب أحد أصحاب العزب المحروقة بجلطة قلبية عقب اعتداء عنيف تعرض له شمل الضرب في وجهه ورشه بالغاز السام.
وتأتي هذه الجريمة في وقت أعلن فيه وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، خلال حفل افتتاح طريق جبلي في مستوطنة “غوش عتصيون”، عن خطة لبناء 3600 وحدة استيطانية جديدة، بالإضافة إلى إقامة خمس مستوطنات في الضفة الغربية، ضمن ما وصفه بـ”تطبيع الاستيطان”.
وأكد وزراء في حكومة الاحتلال، خلال تصريحات متزامنة، أن فرض السيادة الصهيونية على الضفة الغربية وتعزيز الاستيطان يمثلان أولوية قصوى لهم.
وتشهد الضفة الغربية تصعيداً غير مسبوق في مشاريع التوسع الاستيطاني، حيث أظهرت بيانات رسمية المصادقة على أكثر من 14 ألف خطة بناء خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، ما يعكس تسارعاً حاداً في ضم فعلي للأراضي الفلسطينية، وفقاً لتقارير منظمات حقوقية.