لا تزال قضية النزوح السوري إلى لبنان تشكل مصدر قلق مستمر، في ظل تراجع المساعدات المقدمة للنازحين السوريين بسبب نقص التمويل، ما يعمق المعاناة الإنسانية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
تأثير التراجع على المساعدات الإنسانية
في وقت سابق، أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن خفض المساعدات المقدمة للنازحين السوريين، وذلك بسبب قلة التمويل. كما تراجعت مساهمات برنامج الغذاء العالمي، نتيجة لانخفاض التمويل الأميركي. وبحسب مصادر المفوضية، فقد انخفض التمويل بنسبة 85%، مما يعنى أن مئات الآلاف من السوريين في لبنان سيفقدون مساعداتهم الضرورية.
وتشير الناطقة الإعلامية باسم المفوضية، ليزا أبو خالد، إلى أن هذا التراجع سيؤثر بشكل كبير على حياة 45 ألف لاجئ، حيث سيفقدون الرعاية الصحية بداية من ديسمبر المقبل. كما سيتم حرمان 40 ألف شخص آخرين من الرعاية الصحية الأولية.
تعرض 400 ألف نازح للخطر
وبحسب المفوضية، فإن حوالي 400 ألف نازح سيتعرضون للخطر في حال عدم توافر التمويل اللازم. وستشمل تداعيات هذا التراجع توقف الأنشطة الإنسانية الأساسية التي تشمل الدعم الغذائي، الرعاية الصحية، والمساعدات الإيوائية.
التعليم والمساعدات النقدية: وضع غير مستدام
ستتوقف المفوضية عن تقديم المساعدة التعليمية تدريجياً اعتباراً من يوليو المقبل، ما يعني أن حوالي 15 ألف طفل لن يحصلوا على فرصة التعليم، بينما سيحرم 42 ألف نازح آخر من المساعدات الإيوائية. كما أعلنت المفوضية عن توقف دعم 347 ألف شخص يستفيدون من المساعدات النقدية عبر برنامج مشترك مع برنامج الأغذية العالمي، بدءاً من أبريل الماضي، في حين ستستمر المساعدات لـ206 آلاف شخص فقط حتى يونيو المقبل.
التمويل الأميركي: تراجع حاد في الدعم
من جهة أخرى، تراجع التمويل الأميركي لبرنامج الأغذية العالمي بنسبة 40%، مما أدى إلى انخفاض عدد المستفيدين من هذا البرنامج إلى نصف مليون شخص، في حين كان عدد المستفيدين أكثر من 800 ألف شخص قبل ذلك.
آثار الأزمة: ضعف التوقعات المالية واستجابة إنسانية محدودة
وفقاً للمفوضية، فإن غياب التمويل الكافي يعمق الحاجات الإنسانية للنازحين ويزيد من صعوبة تقديم الاستجابة الفعالة. ويشير التقرير إلى أن النقص الحالي في التمويل يعقد أي استجابة إنسانية ممكنة ويؤدي إلى زيادة التكاليف الطويلة الأجل.
أعداد النازحين: الواقع والتحديات
يذكر أن أعداد النازحين السوريين المسجلين لدى المفوضية في لبنان وصلت إلى 755 ألف شخص في أواخر ديسمبر الماضي، بينما تشير تقديرات الحكومة اللبنانية إلى أن العدد يتجاوز هذا الرقم بكثير.
تستمر أزمة النازحين السوريين في لبنان في التفاقم، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات الدولية لضمان استمرارية الدعم والمساعدات الإنسانية.
الحاجة الملحة للعمل المشترك
إن الوضع الحالي يتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لضمان استدامة الدعم للنازحين السوريين في لبنان، خصوصاً في ظل التحديات المالية التي تواجه المنظمات الإنسانية.